اختُتم الاثنين اليوم الأول من اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة بي. ديدي، نجم الهيب هوب المتهم باستخدام إمبراطوريته الموسيقية لتغذية منظومة عنيفة للاتجار بالجنس في نيويورك.

'هيا، لا تخجلوا'... بهذه العبارة توجه القاضي أرون سوبرامانيان للمجموعة الأولى من المحلفين المحتملين الذين طُلب منهم إكمال استبيان مكون من 14 صفحة حول قدرتهم على الحكم بثقة على قضية الاعتداء الجنسي الضخمة هذه.

بعد سلسلة طويلة من الأسئلة الكتابية والشفوية التي قدمها القاضي والادعاء والدفاع، حُدّد 19 محلفا محتملا. ومن المقرر أن تستمر عملية الاختيار الثلاثاء، حيث يواجه المرشحون الطامحون لعضوية الهيئة أسئلة إضافية.

وقال قاضي المحكمة الفدرالية في مانهاتن إنه يتوقع أن تبدأ المرافعات في 12 أيار/مايو في المحاكمة التي من المتوقع أن تستمر من ثمانية إلى عشرة أسابيع.

يُحاكم ب. ديدي، واسمه الحقيقي شون كومز، بتهمة الاتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي، ونقل أشخاص لأغراض الدعارة، فضلا عن أعمال اختطاف ورشوة وعنف تندرج تحت تهمة التخطيط لمشروع إجرامي.

ويُتهم المغني، وهو شخصية رئيسية في موسيقى الهيب هوب منذ تسعينيات القرن العشرين، باستغلال نفوذه وسلطته لدعم عصابة اتجار بالبشر كانت تجبر النساء على إقامة علاقات جنسية طويلة الأمد مع عاملي جنس.

وبحسب الادعاء، فإن ديدي أجبر موظفيه على توزيع المخدرات على الضحايا خلال هذه الحفلات الجنسية التي كانت تُصور أحيانا بالفيديو.

ويقبع الآن في السجن منذ اعتقاله قبل ثمانية أشهر في مانهاتن، وهو يواجه اتهامات بالعنف الجنسي من أكثر من مئة امرأة ورجل أمام المحاكم المدنية.

وقد هزت هذه القضية القطاع الموسيقى الأميركي الذي نجا إلى حد كبير من موجة 'مي تو'، باستثناء نجم موسيقى 'آر أند بي' آر. كيلي الذي حُكم عليه بالسجن 30 عاما بتهمة ارتكاب جرائم جنسية في العام 2022.

في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول كارولاين هيلدمان، المشاركة في تأسيس منظمة 'ساوند أوف كواليشن' التي تحارب العنف الجنسي في القطاع الموسيقي 'آمل أن تشجع (المحاكمة) ضحايا آخرين على التقدم بشكاوى'.

وترى أنّ قطاع الموسيقى لا يزال عالما 'تختلط فيه آثار الشهرة والسلطة على الناس، وهذا يُفقدهم حس التعاطف، ويمنحهم شعورا بأن القواعد لا تنطبق عليهم'.

أصبح كومز في تسعينيات القرن العشرين، شخصية محورية في موسيقى الهيب هوب على الساحل الشرقي الأميركي، مما ساعده على ترسيخ مكانته في القطاع الموسيقي.

وكان كومز يقيم حفلات باذخة يحضرها مشاهير من الصف الاول على ساحل هامبتنز الراقي في لونغ آيلاند شرقي نيويورك. وعلى الرغم من سمعته السيئة، حافظ المتحدر من هارلم، وهو أب لسبعة اولاد، لفترة طويلة على هالته في عالم الهيب هوب.