اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
في ظل التعقيدات المتصاعدة على الساحة الفلسطينية، تقف حركة 'حماس' أمام معادلة صعبة بعد طرح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لورقة جديدة تتعلق بوقف الحرب. وبين ضغوط داخلية وخارجية، ومواقف عربية وإسلامية لا تزال في طور التوضيح، تبدو خيارات الحركة محدودة للغاية، وهو ما يدفعها إلى البحث عن صيغة تحفظ لها مساحة للمناورة وتجنبها تحمل مسؤولية قرار قاطع قد تكون تبعاته خطيرة على الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد.. قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن خيارات حركة 'حماس' في المرحلة الراهنة تبدو شديدة التعقيد، بل تقترب من كونها مستحيلة، خاصة بعد طرح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لورقة جديدة بشأن وقف الحرب.
وأوضح الرقب، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن التصريحات الصادرة عن قطر قبل يومين أكدت أن الورقة الأمريكية تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفاوض، وهو ما يكشف أن المجموعة العربية والإسلامية التي التقت ترامب لم تتسلم الورقة بصيغتها النهائية، بل وصلت لاحقاً إلى 'حماس' للتفاوض عليها. هذا، بحسب الرقب، يمنح الحركة هامشاً واسعاً للمناورة، بحيث تتمكن من الرد بطريقة لا تُفهم على أنها رفض قاطع، ولا تُفسَّر كموافقة مطلقة.
ويرى الرقب أن الخيار الأمثل أمام 'حماس' هو إلقاء الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية أو المجموعة العربية والإسلامية، عبر إعلان استعدادها المبدئي لإطلاق سراح الأسرى وفق الجدول المقترح، مع الإشارة إلى أن بعض المراحل الزمنية غير واضحة وتحتاج إلى وقت أطول للبحث. وبهذا الشكل، تتجنب الحركة الدخول في حرج تاريخي يتمثل في قول 'نعم' أو 'لا'، لا سيما أن الرفض قد يفتح الباب أمام تصعيد خطير قد يصل إلى التهجير أو ارتكاب مجازر، في ظل وعود ترامب بالقتال إلى جانب إسرائيل.
وأضاف أن الحركة قد تميل إلى صيغة 'نعم ولكن'، أي القبول المبدئي مع طلب مزيد من التوضيحات، غير أن هذه المقاربة قد تجرّ الجميع إلى أزمة كبيرة، في وقت يصرّ فيه كل من نتنياهو وترامب على الحصول على إجابة واضحة وحاسمة.
وأشار الرقب إلى أن نتنياهو يستعين بشخصيات متشددة مثل إيتمار بن جفير لخلق صورة مفادها وجود خلافات داخلية، بينما في الحقيقة يسعى إلى التملص من المسؤولية وتبرير مواقفه أمام الداخل الإسرائيلي والخارج.