كشفت منظمة 'إرادة' الحقوقية في تقرير جديد، عن حجم الانتهاكات المروّعة التي تمارسها مليشيا الحوثي داخل سجونها الرسمية والسرية، مؤكدة أن هذه المعتقلات تحولت إلى أدوات قمع سياسي ومراكز لتعذيب المدنيين، بعيدًا عن أي رقابة قضائية أو حقوقية.

ووفق التقرير، فإن الجماعة أنشأت شبكة واسعة من السجون والمعتقلات السرية إلى جانب استيلائها على السجون المركزية والاحتياطية، حيث يتعرض المعتقلون لشتى صنوف الانتهاكات، بدءًا من الإخفاء القسري، مرورًا بالتعذيب الجسدي والنفسي، وصولًا إلى التصفية الجسدية.

أوضحت المنظمة أن عدد المخفيين قسرًا في سجون الحوثيين بلغ 1969 شخصًا بينهم 203 نساء، مؤكدة أن هذا الرقم يعكس المأساة الإنسانية التي يواجهها آلاف الأسرى والمختطفين في ظروف غامضة وبلا تهم قانونية واضحة.

كما قدّم المختطف جمال المعمري شرحًا تفصيليًا حول المعتقلات السرية التابعة لجهاز الأمن القومي الحوثي (الأمن والمخابرات الحوثية)، متطرقًا إلى القائمين عليها والأشخاص المباشرين بعمليات التعذيب، إضافة إلى المشرفين الذين يوجّهون بانتهاك حقوق المعتقلين والتنكيل بهم.

التقرير رصد أساليب تعذيب صادمة تشمل الضرب بالكابلات المعدنية، التعليق لفترات طويلة، الحرمان من الطعام والدواء، والصدمات الكهربائية، فضلًا عن الإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة معتقلين داخل الزنازين. وأشار التقرير إلى أن معاناة المخفيين لا تقتصر عليهم فقط، بل تمتد إلى ذويهم الذين يتعرضون لضغوط نفسية وانتهاكات تمسّ حياتهم واحتياجاتهم الأساسية.

كما أدانت المنظمة 'جحود' الحوثيين لجهود الأمم المتحدة، سواء تلك المتعلقة بمساعي تبادل الأسرى والمختطفين، أو الأنشطة الإنسانية. وأكدت أن المليشيات لم تتردد في استهداف موظفي المنظمات الدولية، بينهم موظفو برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، عبر حملات اختطاف وتلفيق تهم 'كيدية' بالتجسس.

وأكد رئيس منظمة إرادة أن المنظمة ستواصل كشف المتورطين بهذه الانتهاكات، مشددًا على أن السلام في اليمن لن يتحقق إلا بجبر الضرر وضمان عدم الإفلات من العقاب. كما سلّم رئيس المنظمة فريق الاختفاء القسري عشرات الملفات الموثّقة لحالات اختفاء قسري، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على المأساة المستمرة.

وتزامن التقرير مع الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر، حيث وثّقت المنظمة حملة اعتقالات جديدة شنتها المليشيات في صنعاء ومحافظات أخرى بحق نشطاء ومواطنين أحيوا هذه المناسبة الوطنية.