اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
دمشق- تظاهر الآلاف الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، تنديدا باعتداءات استهدفت هذه الأقلية في الآونة الأخيرة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
منذ الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد قبل نحو عام، يتعرض أبناء الطائفة التي ينحدر منها لهجمات متكررة، وقد قتل المئات منهم في حوادث وقعت في مارس/آذار الماضي بعدد من قرى الساحل السوري.
وردّد المتظاهرون الذين احتشدوا في دوار الأزهري وسط اللاذقية هتافات من بينها 'الشعب السوري واحد'.. 'يا عالم اسمع اسمع.. الشعب العلوي ما بيركع'.
ورفع آخرون لافتات تطالب بـ 'الافراج عن المعتقلين'.
وطالبت جمانة (58 عاما)، وهي محامية شاركت في المظاهرة، بـ'الافراج عن المعتقلين من ابنائنا، وخروج الفصائل من مناطقنا'.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا يزال نحو تسعة آلاف عسكري من المجندين السابقين في جيش النظام السابق معتقلا عقب إطاحة الأسد، وقد قضى 62 منهم تحت التعذيب، وفق المصدر نفسه.
وتأتي هذه التظاهرات غداة أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص في وسط البلاد، تضاف إلى سلسلة اضطرابات مماثلة شهدتها سوريا في الأشهر الماضية، عقب سقوط عائلة الأسد، بعد خمسين عاما من الإمساك بمقاليد البلاد بيد من حديد.
فقد عُثر الأحد على زوجين مقتولين في في بيتهما في بلدة زيدل قرب حمص (وسط)، وقد أُحرقت جثة الزوجة، كما عُثر في مكان الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، بحسب الشرطة.
ووُجهت اتُهامات لعلويين بالوقوف وراء هذه الجريمة، ما أشعل موجة عنف في عدد من مناطق المدينة التي تضمّ أحياء سنيّة وأخرى علويّة.
وقام شبان من العشائر البدوية بأعمال تخريب طالت مساكن وسيارات ومتاجر في أحياء ذات غالبية علوية، قبل أن تفرض السلطات حظرا للتجوال لاحتواء الوضع.
- 'نريد فدرالية' -
وقالت منى (25 سنة) خلال مشاركتها في المظاهرة 'نطالب بالحرية والامان، وإيقاف القتل والخطف الذي يحصل، وما جرى في حمص مؤخرا ليس مقبولا أبدا'.
وأضافت 'نريد فدرالية للساحل وحمص وحماة وطرطوس والغاب.. ما يهمنا، الحرية لنا'.
ولم تصطدم قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية المنتشرة في المكان مع المحتجين.
وفي مدينة جبلة الساحلية، سُمعت أصوات إطلاق نار أثناء تظاهرة مماثلة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وأفاد المراسل بإن المئات تجمعوا في دوّار العمارة رافعين لافتات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وأخرى كُتب عليها 'نعم للفدرالية'، قبل أن يسود التوتر بعد وصول مؤيدين للسلطة هتفوا بشعارات مضادة. وشاهد اشتباكات بالأيدي اندلعت بين الطرفين، تخللها إطلاق نار في الهواء ورشق بالحجارة، ما أسفر عن إصابات طفيفة بين المتظاهرين. وتدخّل عناصر الأمن العام لتفريق المحتجين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق الثلاثاء بحصول أعمال تخريب طالت ممتلكات تعود لعلويين في محيط دوّار الزراعة وشارع بنت الشاويش باللاذقية، فضلا عن سب وشتم للطائفة العلوية.
التظاهرات تعدّ الأكبر في المناطق ذات الكثافة العلوية منذ سقوط الأسد، استجابة لدعوة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل 'المجلس الإسلامي العلوي الأعلى'.
وأحصى المرصد 42 نقطة تظاهر تجمع فيها آلاف العلويين في مناطق متفرقة من سوريا.
في وقت لاحق مساء الاثنين، أكدت وزارة الداخلية أن جريمة حمص التي أشعلت فتيل هذه الأحداث 'ذات منحى جنائي وليست ذات منحى طائفي'
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا في تصريح للتلفزيون الرسمي الثلاثاء إن 'وحدات الأمن الداخلي أمّنت التجمّعات الاحتجاجية في بعض مناطق الساحل السوري لمنع أي حوادث طارئة تستغلّها الجهات التي تروّج للفوضى'، مؤكدا الحفاظ على حق التعبير عن الرأي 'تحت سقف القانون ودون الإخلال بالسلم الأهلي'.













































