اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
4 مايو / متابعات
رغم أن داء السكري من النوع الأول لا يشكّل سوى نسبة محدودة من الحالات عالميًا، إلا أن باحثين أعلنوا مؤخرًا عن نوع جديد من المرض أُطلق عليه “النوع الخامس”، ويرتبط بسوء التغذية المزمن. ويرى هؤلاء الباحثون أن هذا النوع يستحق تصنيفًا وعلاجًا خاصًا به.
السكري الأكثر شيوعًا هو النوع الثاني، وغالبًا ما يصيب البالغين لكنه قد يظهر عند الأطفال أيضًا. يرتبط بعوامل مثل الوراثة والتقدم في العمر والسمنة ونمط الحياة غير الصحي. ويقول الدكتور جيفري هوكينغز من تكساس إن السبب الرئيس فيه هو مقاومة الإنسولين الناتجة عن تناول كميات كبيرة من السكريات والكربوهيدرات لسنوات، ما يرفع مستوى السكر في الدم ويستدعي استخدام الأدوية أو الإنسولين. لكنه يؤكد أن تغييرات جذرية في نمط الحياة يمكن أن تعكس المرض.
أما النوع الأول فهو مختلف، إذ يعجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من الإنسولين بسبب عوامل وراثية أو مناعية، ما يفرض على المريض الاعتماد على حقن الإنسولين أو مضخة دائمة مدى الحياة. ورغم أنه شائع لدى الأطفال والمراهقين، إلا أنه قد يظهر لدى البالغين أيضًا. وهناك كذلك نوع 3ج المرتبط بالتهابات البنكرياس وسرطانه، وسكري الحمل الذي يظهر لدى بعض النساء أثناء الحمل.
النوع الخامس، وفق الاتحاد الدولي للسكري، ينتج عن سوء التغذية المزمن وغياب التوازن الصحي. وتشمل أعراضه فقدان الوزن والإرهاق وكثرة التبول والعطش المتكرر وزيادة الالتهابات. وتقول خبيرة التغذية تانيا فرايريتش إن المرضى غالبًا ما يكون لديهم مؤشر كتلة جسم منخفض ويُظهرون ضعفًا في إفراز الإنسولين، لكنهم لا يعانون من مقاومة الإنسولين كما في النوع الثاني. وتضيف أن هذا النوع يجمع بين خصائص الأول والثاني لكنه يتميز بسمات كافية لتشخيص مستقل.
في مطلع 2025، صُنّف رسميًا ضمن مؤتمر دولي في الهند، ثم حظي باعتراف الاتحاد الدولي للسكري خلال اجتماعه في بانكوك في أبريل. وأعلن رئيس الاتحاد بيتر شوارتز عن تشكيل فريق عمل متخصص لوضع معايير التشخيص والعلاج.
ومع ذلك، ما زال الجدل قائمًا في الأوساط الطبية، إذ لم تعترف به الجمعية الأميركية للسكري أو منظمة الصحة العالمية حتى الآن. لكن بعض الخبراء، مثل الدكتورة برونوين هولمز، يرون أن الآليات البيولوجية المميزة وأهميته للصحة العامة تبرر تصنيفه كفئة مستقلة.
التشخيص يعتمد على تاريخ سوء التغذية، انخفاض مؤشر كتلة الجسم، وعمر أقل من 30 عامًا عند الإصابة، إلى جانب فحوصات السكر في الدم. ويركّز العلاج أساسًا على إعادة التأهيل الغذائي لتحسين تغذية المريض وتعزيز وظائف البنكرياس.