تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع مصور يظهر ما تم زعمه “اقتحام شابين لمركز أمن الدولة في منطقة المعصرة بحلوان”، وهو ما نفته وزارة الداخلية لاحقًا.

وزعم مروِّجو المقطع أنه لشابين قاما باحتجاز ضباط داخل المركز، في إطار احتجاجهم على إغلاق معبر رفح.

ولاحقا نشرت قناة على منصة “تليجرام” تحمل اسم “طوفان الأمة” بيان تبني العملية بتسجيل صوتي حيث قال أحد المنفذين، إنهم “لا ينتمون لأي جهة أو حزب، ودي كانت محاولة لتثوير الشعب ومفاوضة النظام وإيقاف حرب الإبادة في غزة”.

ونشرت القناة وثائق زعمت أنها “مسرّبة من قسم شرطة المعصرة”، ادعت أنها ملفات لمعتقلين خلال اليومين الماضيين بتهم تتعلق بالانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية والمشاركة في مظاهرات.

في المقابل، نفت وزارة الداخلية، ما أثير من مزاعم عن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة في القاهرة.

وقال مصدر أمني في تصريحات أوردتها وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك: “مقطع الفيديو الذى تم تداوله بعدد من الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بشأن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة بالقاهرة مفبرك”.

وأضاف: “الوثائق التي تم تداولها فى ذات الشأن لا تمت بصلة للواقع.. وتم ضبط القائمين على إعدادها وترويجها وجاري اتخاذ الإجراءات القانوينة حيالهم”.

وتابع: “يأتي ذلك في إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من تزييف الحقائق وترويج الشائعات للنيل من حالة الاستقرار التى تنعم بها البلاد وهو ما يعيه الشعب المصري”.

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري على صفحته الشخصية عبر منصة 'إكس': “قصة احتجاز ضابط أمن وطني بقسم المعصرة بحلوان مفبركة، من البداية إلي النهاية، تأمل الحدث وتفاصيله”.

وطرح بكري عدة تساؤلات كالتالي:

- كيف وصل الإرهابيون إلي مكتب الأمن الوطني مرورا ببوابة القسم، ثم الصعود للدور الرابع؟

- كيف اقتحموا المكتب، وهناك عدد من رجال الجهاز بأسلحتهم لايسمحون لأحد بالدخول إلا بموعد سابق، كيف اقتحموا بسهوله ودون اشتباك أو حتي طلقة رصاص واحده؟

- لماذا خلع الشباب ملابسهم، أين هي، ومن الذي خلعها، ومامعني وجود هذا المكتب وتلك الإدراج، بينما لايوجد كرسي واحد؟

- من الذي صور، ونحن نعرف أنه غير مسموح لأي شخص الدخول إلي مقار الأمن الوطني بالموبايل؟

- لماذا قال الذكاء الإصطناعي أن الفيديو مفبرك؟

- حدث بهذه الخطوره ولم يسمع به أحد من أبناء المعصره، أليس هذا غريبا؟

- بلاش لو كان ذلك صحيحا.. أين هم هؤلاء الشباب، هل عملوا العمله وذهبوا إلي بيوتهم سالمين غانمين؟

وتابع: 'للأسف، هذه لعبة أطفال أغبياء، صنعوها بأيديهم بالذكاء الإصطناعي، وحاولوا خداع الرأي العام بها'.

واختتم “نحمد الله أن لدينا رجال أمن قادرون علي كشف الحقائق ودحض الأكاذيب، بعد ساعات قليلة من نشر الشائعة، أو الفبركة، عمر الكذب قصير، والداخلية تواجه ولاتتجاهل الأحداث، تلك سياسة رشيده تعطي المصداقية، وتؤكد الثقة في جهازنا الأمني، التحية والتقدير إلي السيد الوزير محمود توفيق وإلي كل رجال الأمن المصريين الشرفاء”.

ومن جانبه، قال عمرو فاروق، باحث في شؤون الإسلام السياسي والجماعات الأصولية: 'صفحة إخوانية تنشر إصدار مرئي حول مزاعم باقتحام عدد من الشباب لوحدة الأمن الوطني بالمعصرة في حلوان، واحتجاز ضباطه داخل الزنزانة، تنديدًا بالحصار في غزة.. جماعة الإخوان في حالة تصعيد واستغلال للقضية الفلسطينية في محاولة لصنع انقسام داخلي، وتشويه لدور وموقف الوساطة المصرية'.

وأضاف فاروق في منشور عبر صفحته على فيسبوك: “في اعتقادي أن الفيديو مجرد تمثيلية مفبركة من أجل التحفيز على اقتحام مقرات الأمن الوطني، وأقسام الشرطة، مع قياس دودو أفعال الأجهزة الأمنية، وتكرار مشاهد 2011، في إطار خطاب محلي يستهدف دوائر الإسلام السياسي والخلايا الكامنة، لا سيما أننا أمام استحقاق انتخابي متعلق بمجلس الشيوخ ومجلس النواب”.