بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، تطرج دار “دارك” للنشر والتوزيع كتاب “أروقة بني العباس..حكايات الناس والشوارع ” للكاتب الصحفي محمد شعبان.

ويسلط الكتاب الضوء على العديد من الأحداث المنسية في تاريخ الدولة العباسية والتي تكشف عن ملامح وقضايا أغفل الكثير عنها رغم أهميتها، فيأخذنا الكتاب بين دفتيه في رحلة شيقة بدايةُ من أحوال أهل دمشق تحت الحكم العباسي وظهور حركات المقاومة ضده، التي تعددت أشكالها والذي كان أبرزها «المقاومة بالشعر» فكانت القصائد تنظم للتعبير عن أفكار ثورية.

ويرصد الكتاب أحوال «القُصّاص» ودورهم السياسي، إلى التنقل بحثا في مظاهر التأثر بالثقافات الوافدة مثل انتشار الحانات ومظاهر اللهو والترف الذي شهدته الدولة العباسية، ونتج عن ذلك ظهور «المُجّان»، وكانوا فئةً من الشباب والشعراء وعلية القوم الذين يتجمعون في مكان ما لممارسة كل صنوف اللهو واللذة والمجون، غير عابئين بقيود دينية أو مجتمعية.

وإزاء ذلك، نشأت حركات مقاومة لهؤلاء، منها ما رفع شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما وصل به الأمر إلى إعلان العصيان على السلطان.

ويقول الكاتب الصحفي محمد شعبان في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: “عانى قطاع عريض في الدولة العباسية، من الفقر والعوز، في عصرها الثاني؛ بسبب ضعف شخصية الخلفاء، وتغلغل العنصر التركي وسيطرته على مقاليد الأمور”.

وتابع: وانتشر في العصر العباسي «مجلس المظالم»، أو «ديوان الحوائج»، لمناقشة القضايا الخلافية التي لم يبت فيها القضاة، واحتاج الأمر إلى هيئة لها سلطة وهيبة لإصدار أحكام قاطعة لا يجوز الطعن عليها وتُنفذ في الحال، متابعا أن الكتاب يستعرض أحوال المسلمين الذين وقعوا أسرى في أيدي الروم، وطريقة فدائهم، لا سيما أن طريقة التعامل معهم اختلفت وفقًا لمعطيات عدة، منها الظروف السياسية ومنها طريقة معاملة الأسرى البيزنطيين في ديار المسلمين.

وأضاف: الكتاب يناقش أحد أوجه الصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية، والذي تبلور في «المدارس النظامية» التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي لنشر المذهب السني ومواجهة الفكر الشيعي.

واختتم: الكتاب يتناول الطقوس الخاصة لأهل بغداد في العُطلة الأسبوعية التي كانت خصصتها لهم الدولة، وكانت يوم في أول الأمر، ثم أصبحت يومين، إذ مارس الناس صنوف اللهو المختلفة، والتي اختلفت من فئة لأخرى.