يزداد الضغط على ايران عبر التلويح بالورقة الامريكية في الحرب، لكن ما مدى تأثير انخراط أمريكا أصلا   وما قدرة ايران على الصمود ؟

خاص – الخبر اليمني:

منذ اللحظة الأولى لبدء الهجوم الإسرائيلي ، تبنت الولايات المتحدة  العدوان بتغريدات لترامب ارجعه إلى نفاذ  المهلة التي منحها  لإيران وحددها بشهرين، وفي ذرة المواجهة اصدر ترامب  تصريحات تعكس غضبه من فشل الهجوم وهدد باغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي تارة وبتدخل استراتيجي في أخرى وهو ما يؤكد انخراط أمريكا أصلا بالحرب لاسيما في ضوء القدرات العسكرية التي نشرتها مؤخرا في المنطقة وشملت مدمرات صواريخ  وطائرات تزود بالوقود ومقاتلات من نوع متعدد .

الحديث الان عن التدخل الأمريكي يأتي من بوابة ترقب القاء أمريكا باخر اوراقها او بالأحرى قدراتها العسكرية المتمثلة بالقاذفات الاستراتيجية والتي يبدو ان أمريكا تدفع الان نحو  محاولة تأمين مرورها في الأجواء الإيرانية عبر استهداف المنظومات الدفاعية الإيرانية، وهذه القوة في حال استخدمت  سيكون لها ابعاد كبيرة أولها ان القنابل التي ستستخدم وتعرف بأم القنابل وهي التي تحاول أمريكا استعراضها كبعبع في مواجهة خصومها سبق وان فشلت في اليمن حيث تم استخدامها لاستهداف انفاق لا تتجاوز العشرات مترا فكيف بتحصينات على  عمق نحو 90 مترا .. وحتى القنابل النووية الاستراتيجية التي تلوح أمريكا بها  لم يسبق وانه تم اختبارها  في عمليات سابقة لتثبت قدراتها في إمكانية تدمير المفاعلات النووية الإيرانية المحصنة وهذه العقبات كانت محل نقاشات مكثفة في غرفة عمليات البيت الأبيض  خلال الايام الماضية وخلصت إلى استخدام اكثر من قنبلة.

وبعيدا عن هذه المغامرة الامريكية التي قد تنتهي ربما بكارثة اسقاط اول قاذفة استراتيجية في العالم،  ثمة ابعاد أخرى  ابرزها إمكانية تنفيذ ايران ضربات مباشرة لقواعد ومصالح أمريكية في دول خليجية مجاورة في ضوء التقارير عن توجيه ايران تحذيرات لتلك الدول التي تحتضن قواعد أمريكية،  والاهم ان الحرب ستتسع اقليما وقد تجد أمريكا نفسها محاصرة من اقصى مضيق هرمز حتى باب المندب وصولا إلى البحر المتوسط مع إمكانية انخراط كافة فصائل المقاومة بالمواجهة. اضف إلى ذلك ما تناقلته وسائل اعلام بريطانية عن قدرات إيرانية قد تشل البنى التحتية الامريكية سيبرانيا..

قد تكون امريكا قادرة على شن هجوم وحيد على ايران لكن التكلفة ستكون اكبر ما يتصوره البعض ولو كان الامر غير ذلك لكن ترامب قرر خوض المعركة كالعادة في لمح البصر، لكن الحسابات ربما قد تغيير خطط ترامب حتى في اللحظات الاخيرة كما حدث الاسبوع الماضي عندما كان يستعد لشن الهجوم وتراجع على واقع قدرات ايران الصاروخية.