اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
في تحذير علمي صادم، كشفت أبحاث حديثة أن طفيليًا شائعًا يُنقل عن طريق القطط قد يُلحق أضرارًا مباشرة بالحيوانات المنوية لدى الرجال، ما يفتح الباب أمام تفسير جديد لتراجع معدلات الخصوبة عالميًا. الطفيلي المعروف علميًا باسم المقوسة الغوندية (Toxoplasma gondii)، ينتقل إلى الإنسان بعدة طرق، أبرزها ملامسة فضلات القطط، أو تناول اللحوم غير المطهية جيدًا، أو عبر المياه والخضراوات والفواكه الملوثة، بحسب الرجل.
ويُقدّر أن ما بين 30% و50% من سكان العالم يحملون هذا الطفيلي دون ظهور أي أعراض عليهم، إلا أن دراسات مخبرية كشفت أن الطفيلي قادر على مهاجمة الخصيتين، والتأثير بشكل مباشر في جودة الحيوانات المنوية. وأظهرت أحدث التجارب المعملية أن الطفيلي قد يفصل رؤوس نحو 22.4% من الحيوانات المنوية في غضون خمس دقائق فقط من تعرّضها له، ما يشير إلى خطر فعلي يهدد القدرة الإنجابية.
ويقول البروفيسور بيل سوليفان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة إنديانا الأميركية، إن الطفيلي لا يكتفي بالوصول إلى الخصيتين، بل يُكوّن أكياسًا طفيلية في البروستاتا، كما يمكن رصده داخل السائل المنوي، ما يعزز الفرضية القائلة بإمكانية انتقاله جنسيًا.
هل تسبب القطط العقم لدى الرجال؟
وتدعم هذا الطرح دراسة نُشرت عام 2021، شملت 163 رجلًا مصابًا بالطفيلي، وكشفت أن 86% منهم واجهوا اضطرابات في السائل المنوي. كما خلصت دراسة سابقة أُجريت في الصين عام 2002 إلى أن نسبة الإصابة بالطفيلي بين الأزواج غير القادرين على الإنجاب بلغت 34.83%، مقارنة بـ 12.11% فقط لدى الرجال الأصحاء.
ورغم أن تلك الدراسات لا تثبت علاقة سببية نهائية بين الطفيلي والعقم، إلا أن تكرار النتائج عبر بلدان ومراكز بحثية مختلفة يشير إلى ارتباط واضح يستوجب التدقيق العلمي والاهتمام الصحي.
ما يزيد من خطورة الطفيلي أن الإنسان قد لا يشعر بأي أعراض عند الإصابة، ما يُصعب الكشف المبكر. كما أن طرق انتقاله متعددة، أبرزها تنظيف صناديق فضلات القطط، ملامسة التربة الملوثة، أو تناول محار البحر والخضار غير المغسولة جيدًا، إضافة إلى استهلاك لحوم نيئة أو غير مطهية بدرجة حرارة كافية لقتل الأكياس الطفيلية.
ويؤكد الباحثون على أهمية الوقاية، عبر اتباع سلوكيات صحية صارمة: مثل ارتداء القفازات عند التعامل مع القطط، تجنب تناول اللحوم النيئة، غسل اليدين جيدًا بعد لمس التراب أو الخضروات، وطهي الطعام على درجات حرارة كافية.
ورغم أن الصورة لا تزال قيد البحث، فإن هذا التحذير يُعد من أبرز التنبيهات التي تربط بين تربية القطط وصحة الرجال الإنجابية، خاصة في ظل التزايد الملحوظ في معدلات العقم حول العالم خلال العقود الأخيرة.