قال إسلام كمال، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش واحدة من أكثر لحظاته السياسية حسمًا، مشيرًا إلى أنه يحاول استثمار الزخم الذي حققه خلال الحرب الأخيرة، والتي أطلق عليها 'شعب كالأسد'، لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية.

وأوضح كمال خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن نتنياهو يعتبر هذه اللحظة فرصته الذهبية للضغط من أجل الحصول على عفو يشمل كافة القضايا القانونية التي تلاحقه هو وأفراد أسرته، وعلى رأسهم زوجته سارة، وابنه يائير. ولفت إلى أن بقاءه في السلطة ليس فقط رهينًا بالتحالفات الداخلية، بل مرهون أيضًا بموقف الولايات المتحدة التي تلعب دورًا مباشرًا في رسم مسار الحكومة الإسرائيلية.

وأشار الخبير السياسي إلى أن نتنياهو يخشى انسحاب شخصيات متطرفة مثل بن غفير وسموتريتش من الحكومة، ما قد يفقده نحو 13 مقعدًا، وهو ما لن تسمح به الإدارة الأمريكية التي تحاول الحفاظ على استقرار نسبي في المشهد الإسرائيلي في ضوء التفاوضات الجارية بشأن غزة.

وفيما يتعلق بالتطبيع، أوضح كمال أن نتنياهو يعوّل على فتح مسارات تطبيع جديدة، لا سيما مع السعودية وسوريا، وربما لاحقًا مع إندونيسيا، مشيرًا إلى أن هذا التطبيع سيكون مشروطًا برفع لافتة 'دولة فلسطينية' دون الالتزام بمضمونها الحقيقي.

وأكد كمال أن 'مشروع الدولة الفلسطينية' كما تُطرحه بعض الأطراف الآن لا يمت بصلة لما تربى عليه الفلسطينيون والعرب من مفاهيم دولة حقيقية ذات سيادة، بل مجرد مبرر دعائي لدفع دول كالسعودية إلى التطبيع تحت ضغط أمريكي كبير.

واختتم كمال تحليله بالإشارة إلى أن المشهد القادم في المنطقة مرسوم بعناية أميركية، وأن نتنياهو يحاول التماهي مع هذه الرؤية لتأمين مستقبله السياسي والشخصي، وسط تصاعد نفوذ اليمين وتهميش مشروع الدولة الفلسطينية الحقيقية.