علق الدكتور نجاد البرعي، المحامي الحقوقي على الانتقادات الموجهة لتشكيل المجلس الأعلى للثقافة سبب سن أغلب الأعضاء.

وقال البرعي في مداخلة مع برنامج 'أخر النهار' المذاع على قناة 'النهار': 'ما لم أستطع فهمه، ولن أفهمه، هو تلك الحملة التي انطلقت ضد أعضاء المجلس بحجة أنهم كبار في السن'.

وأضاف: 'سمعنا تعبيرات مؤسفة مثل (اللي عنده 80 واللي عنده 90)، وأن المجلس (تعبان)، وفيه (ناس عندها زهايمر)، هذا الكلام صدر من أشخاص شباب وكبار، ولا يصح أن يقال بهذا الشكل'.

وتابع: 'لدينا في مصر أسماء تُعد رموزًا ثقافية كبيرة، لا تملك البلاد بدائل تضاهيهم في المستوى، مثل أستاذ العلوم السياسية الدكتور علي الدين هلال، والموسيقار راجح داوود، والشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي هؤلاء أسماء خارج نطاق التقييم التقليدي، لما لهم من تاريخ وسيرة وعطاء طويل'.

وواصل: 'أنا أتفهم أن يقال مثلًا كنا نفضل وجود اثنين أو ثلاثة من المتخصصين في التكنولوجيا أو الذكاء الاصطناعي، أو خبرات في مجالات حديثة هذا كلام مفهوم ومشروع، لكن تركيز الهجوم على أن الأعضاء (عواجيز) فيه احتقار مبالغ فيه للخبرة، ويهدم رموزًا ثقافية مصر تتباهى بها أمام الأمم'.

وأكمل: 'لقد شهدنا تراجعًا كبيرًا في مكانة الرموز الفنية، والآن نحن في طريقنا للتشكيك في الرموز الثقافية أيضًا هذا أمر خطير؛ فعندما يرحل هؤلاء، سنفقد جزءًا كبيرًا من أصولنا الثقافية'.

وفي تعليقه على ضرورة وجود مزيج من الأجيال داخل المجلس، قال البرعي: 'طبعًا كان من الضروري تطعيم المجلس بعدد من أصحاب الخبرات والرؤى في مجالات جديدة'.

وأوضح: 'كذلك، تحدث البعض عن أهمية التمثيل الجغرافي، كأن يكون هناك أعضاء من سيناء أو مطروح أو غيرها من المحافظات، أو زيادة تمثيل المثقفات من السيدات هذه كلها أطروحات موضوعية وطبيعية ولا يجب تجاهلها'.

واختتم: 'فكرة أن يكون لدى الدولة استراتيجية ثقافية واضحة هي فكرة جوهرية وأساسية كل اعتراضي انصبّ على أن يتم الانتقاص من قيمة الرموز الثقافية فقط لأن أعمارهم كبيرة لا توجد دولة تحترم نفسها تفعل هذا برموزها الثقافية'.