أكّد محور تعز العسكري، اليوم الأحد، تسجيل تحركات عسكرية غير معهودة للمليشيا الحوثية على الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة تعز، مُشيرًا إلى أن قوات الجيش الوطني وضعت في حالة استعداد تام لمواجهة أي تصعيد محتمل.

وأوضح المحور في بيانٍ نشره عبر منصاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذه التحركات الحوثية جاءت 'عقب وصول تعزيزات عسكرية جديدة للمليشيا في المنطقة'، في محاولة واضحة لاختبار خطوط الدفاع الحكومية وسط تصاعد حدة الاشتباكات خلال الأيام الماضية.

وأكد البيان أن 'قوات الجيش الوطني في حالة استعداد كامل لردع أي تهديدات أو محاولات تسلل قد تُقدِم عليها المليشيا'، مشيرًا إلى أن اليقظة القصوى لا تزال سائدة على امتداد الجبهات المحيطة بالمدينة.

انتهاكات مدنية متواصلة

في سياق متصل، أفادت مصادر محلية بإصابة امرأتين بجروح خطيرة جراء إطلاق نار عشوائي من قناص تابع للمليشيا الحوثية في منطقة الشقب جنوب شرقي مدينة تعز. كما كشفت تقارير حقوقية عن تنفيذ المليشيا، خلال الأيام الماضية، حملة مداهمات واسعة في مديرية مقبنة غرب تعز، طالت عدداً من المدنيين الذين تم اختطافهم دون مبرر قانوني أو إنساني.

تصعيد شامل منذ مطلع أكتوبر

ومنذ مطلع شهر أكتوبر الجاري، تشهد جبهات محافظة تعز تصعيدًا عسكريًا واسعًا من قبل المليشيا الحوثية، تخللته مواجهات متقطعة، وعمليات قنص دقيقة، وقصف مدفعي عشوائي، فضلاً عن محاولات يائسة للتسلل وزرع العبوات الناسفة على طرق الإمداد والتموين، وفق ما أفاد به المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري.

وأشار البيان إلى أن التصعيد الحوثي تركز بشكل رئيسي في جبهات شرق وشمال شرق المدينة، إضافة إلى مناطق الريف الشمالي والشمالي الشرقي التي تشمل مديريات ماوية والتعزية والمخلاف، إلى جانب جبهة العنين في مديرية جبل حبشي غرب تعز.

خسائر بشرية خلال النصف الأول من أكتوبر

وبحسب إحصائيات رسمية صادرة عن محور تعز، أسفرت المواجهات خلال النصف الأول من أكتوبر عن مقتل أربعة من عناصر المليشيا الحوثية، وإصابة نحو ثمانية آخرين. في المقابل، سقط أربعة من أفراد الجيش الوطني بين شهيد وجريح أثناء التصدي للهجمات الحوثية وصد محاولات التسلل.

ويُنظر إلى هذا التصعيد على أنه محاولة من المليشيا لاستغلال الظروف السياسية والدبلوماسية الراهنة، في وقت تؤكد فيه قوات الجيش الوطني التزامها الكامل بحماية المدنيين وصون أمن واستقرار محافظة تعز، معبرة عن استعدادها الدائم لمواجهة أي خروقات أو انتهاكات للهدنة أو التفاهمات الميدانية.