أكدت منظمة الصحة العالمية أن العالم لا يزال غير جاهز لمواجهة جائحة أخرى رغم كونه أفضل تحضيرا, بعد خمس سنوات من انتشار وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة الملايين ودمر الاقتصاد العالمي, حسب ما ذكرته مصادر إعلامية اليوم الخميس.

وصرح تيدروس دهانوم غيبرييسوس, المدير العام لمنظمة الصحة العالمية, التي كانت في قلب المعركة لمكافحة كوفيد قائلا: « إذا حدثت جائحة جديدة اليوم سيواجه العالم نقاط الضعف نفسها », مضيفا بأن « العالم استخلص دروسا مؤلمة واتخذ خطوات مهمة لتعزيز دفاعاته, إلا أنه غير مستعد لمواجهة جائحة أخرى ».

ووفقا لماريا فان كيرخوف, عالمة الأوبئة الأميركية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية : « العالم ليس مستعدا لمواجهة جائحة أخرى أو وباء جماعي ».

وقال فريق الخبراء المستقلين المعنيين بالتأهب والاستجابة للأوبئة, الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية « في عام 2025, لن يكون العالم مستعدا لمكافحة تهديد وبائي جديد » بسبب انعدام المساواة الذي لا يزال قائما في الوصول إلى التمويل والأدوات اللازمة لمكافحة الأوبئة مثل اللقاحات.

من جهتها, أوضحت عالمة الفيروسات الهولندية, ماريون كوبمانز, أن « نجاح وسرعة إنتاج اللقاحات التي تستند إلى تقنية الحمض النووي قد يغير قواعد اللعبة خلال الأزمة الصحية العالمية المقبلة », معربة في ذات الوقت عن قلقها من استخدامها في التصدي لتهديد مستقبلي, حيث « مشاكل كبيرة » قد تطرأ خصوصا بسبب المستوى « الضخم » من المعلومات المضللة.

ورأى توم بيكوك, عالم الفيروسات في « إمبريال كوليدج » في لندن أن احتمال انتشار جائحة أنفلونزا الطيور يجب أن يؤخذ « على محمل الجد », مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي, لا ينتقل الفيروس بين البشر, لكنه ينتشر على نطاق واسع في الكثير من الأنواع الحيوانية.

وقالت ميغ شيفر, عالمة الأوبئة في معهد « ساس » الأميركي : « لا أعتقد أننا أكثر استعدادا مما كنا عليه مع وباء كوفيد », مضيفة : « سنحتاج بين أربع إلى خمس سنوات أخرى حتى تتمكن سلطات الصحة العامة من رصد وتقاسم المعلومات بسرعة أكبر ».

و قد تم افتتاح مركز منظمة الصحة العالمية الجديد للوقاية من الأوبئة عام 2021 في برلين, وهو مخصص لجمع المعلومات لكشف التهديدات وتخفيفها بشكل أفضل.

ووافق صندوق مكافحة الأوبئة التابع للبنك الدولي الذي تأسس عام 2022, حتى الآن على تمويل بقيمة 885 مليون دولار, مخصص لنحو 50 مشروعا تغطي 75 دولة.