كشفت العمليات اليمنية الأخيرة بالبحر الأحمر واقع جديد  يتشكل  عنوانه لا صوت يعلو فوق اليمن  ولا طاقة لدولة مهما كانت قدراتها على مواجهتها، فكيف يبدو الوضع؟

خاص – الخبر اليمني:

بعد أيام  على قرار القوات اليمنية  اغراق  سفينتي شحن يونانية  كسرت الشركة المشغلة لقرار الحظر اليمني على الملاحة للموانئ الإسرائيلية بدأت الكثير من الحقائق تتكشف ، وليس أولها  النجاح اليمني بتتبع اية سفينة  عبر البحار والمحيطات وتحديد بنك اهداف كبير  قبل استهدافها بعمليات بدأت تأخذ طابع  لم يكن يتوقعه  حتى كبار خبراء  الدول العظمى عسكريا، بل تمتد  إلى جوانب أخرى أهمها، ان اليمن وحدها باتت تتسيد المشهد في هذه الممرات البحرية الممتدة من البحر الأحمر في الغرب وحتى المحيط الهندي بالشرق مرورا بخليج عدن وبحر العرب.

كانت هذه الممرات في بداية المواجهة  اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا في العام 2-23 ، مكتظة بالبوارج والاساطيل وقد تداعت القوى العظمي لحماية الاحتلال او تخفيف وطأة الحصار عليه، وانشات تحالفات واسعة لتحقيق ذلك،  لكن اليوم  وبعد نحو عامين يبدو الوضع مختلف، فالولايات المتحدة التي كانت تتصدر المشهد بحاملات طائرات متنوعة الشكل والاحجام  باتت قياداته، وفق ما تنقله وسائل اعلام أمريكية، تعترف  بعدم قدرتها على المواجهة مع اليمن وتؤكد، وفق ول استريت جورنال الامريكية بتراجع القدرات الدفاعية لدى كل الدول في مواجهة ما باتت تصفه بـ'القدرات المتطورة للحوثيين'.

هذه القوى التي  ظلت لعقود تستبيح ثروات العالم وعلى راسها اليمن وتقذف مياهه بمختلف سمومها النووية باتت اليوم عاجزة حتى عن انتشال بحارة سفينة تم اغراقها من قبل القوات اليمنية، والسبب ليس لانها لا تملك سفن كما تدعي ، بل لأنها لا تريد  التصادم مع اليمن البلد الذي اثبت جدارة وقوة في إدارة المشهد بالبحر.

قد تكون نتائج العمليات اليمنية  في البحر الأحمر  لا تحصى  سواء فيما يتعلق باطباق الحصار على الاحتلال الإسرائيلي بموانئه على البحرين الأحمر والمتوسط او حتى تحجيم  دور القوى الكبر في هذه الممرات والحد من نشاطاتها العسكرية لكن المؤكد  الان انها فرضت واقع  قد يكون له صدى كبير مستقبلا ليس فقط بإنهاء الهيمنة الامريكية او ما يعرف بالقطب الواحد بل  بإعادة رسم  مستقبل النفوذ البحري في اهم ممرات العالم وإعادة تشكيلها ..