كريتر سكاي/خاص:

​دشنت «مؤسسة صوت للإعلام والتنمية الثقافية»، وهي منظمة مجتمع مدني يمنية، حملة إعلامية واسعة وغير مسبوقة من «المانيا» احتفاءً بالعيد الـ(63) لثورة الـ(26) من سبتمبر المجيدة، تحت شعار (#26سبتمبر_جمهورية_وهوية».

وتأتي الحملة، التي تستمر لنحو (10) أيام، وتحديدا للفترة من (17 ـ 26 سبتمبر)، كبادرة فريدة من نوعها لم تقم بها حتى المؤسسات الإعلامية الحكومية، سيما في ظل ما تشهده الساحة اليمنية من محاولات لطمس معالم وقيم الثورة ومكتسباتها.

وتكمن فرادة هذه الحملة في شموليتها وعمقها، حيث تشمل محتوى ثرياً ومتنوعاً بثلاث لغات هي: «العربية - الألمانية والإنجليزية»، وتهدف هذه التعددية اللغوية إلى إيصال رسالة الثورة اليمنية إلى جمهور عالمي، وتعريف الرأي العام الدولي بمضامينها النبيلة وإرثها العظيم .. الى جانب أن الحملة تنفذ بجهود ذاتية وطوعية من قبل طاقم المؤسسة ودون تمويل من جهة.

و​تتضمن الحملة حزمة من الأنشطة والفعاليات الإعلامية التي تلامس الأبعاد المختلفة لثورة سبتمبر، ومن أبرزها تغيير مؤقت لشعار الموقع الرسمي الخاص بمؤسسة صوت إلى «صوت 26 سبتمبر»، الى جانب نشر اكثر من (30) مقالاً صحفياً لكوكبة من السياسيين والباحثين والأدباء والكتاب اليمنيين، والتي تركز على الأبعاد المختلفة للثورة وتأثيراتها على حاضر اليمن ومستقبله، وكيف تتجدد روحها لمواجهة التحديات الراهنة.

كما تقدم المؤسسة سلسلة من الفيديوهات الوثائقية القصيرة، والتي تسلط الضوء على الأدوار المحورية التي لعبتها فئات مهمشة في الثورة، لاسيما النساء والأشخاص ذوي الإعاقة، وهو ما يبرز البعد الإنساني والشمولي للثورة.

وتهدف الحملة بشكل عام إلى تسليط الضوء على السردية الحقيقية لثورة الـ(26) من سبتمبر المجيدة، ومنجزاتها التي نقلت اليمن من عصور الاستبداد والكهنوت إلى رحاب الحرية والحياة المدنية، وتعريف العالم بحقيقة مليشيا الحوثي الإرهابية ومحاولاتها لإعادة إحياء نظام الإمامة البائد.

​وتكتسب هذه الحملة أهمية قصوى كونها تأتي في وقت تمارس فيه مليشيا الحوثي القمع والترهيب بحق كل من يحاول الاحتفاء بالذكرى السنوية لثورة (26 سبتمبر) .. كما تسعى بشكل ممنهج إلى طمس هذه المناسبة الوطنية من الذاكرة الجمعية للشعب اليمني واستبدالها بمناسبات دينية وطائفية، في محاولة لإعادة إنتاج نظام الحكم الإمامي، وهو ما يجعل حملة مؤسسة «صوت» عملاً مقاوماً وثورياً غير مسبوقاً.

الى جانب ان اغلب المقالات التي نشرتها الحملة والتي كتبت بأقلام يمنيين في الخارج، ركزت على دور المهاجرين اليمنيين في دعم ثورة (26 سبتمبر) .. وذلك في محاولة لخلق صوت لليمنيين في المهجر اليوم والذي يبلغ عددهم مايقارب (6) مليون مهاجر ولاجئ منذ انقلاب الحوثي في (2014).

وحظيت الحملة بإعجاب وإشادات واسعة من قبل النخب اليمنية والنشطاء في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروها غير مسبوقة، خصوصاً أنها تبث بـ(3) وتخاطب أكبر وأوسع شريحة داخل الوطن وفي الكثير من بلدان العالم .. مشيدين بالطاقم المهني لمؤسسة «صوت» وقدرته على الإبداع في ظل ظروف استثنائية، وفي المقابل، وجهوا الانتقادات اللاذعة للمؤسسات الإعلامية الرسمية التي لم تظهر أي اهتمام يليق بعظمة المناسبة، مما يؤكد الفارق الكبير في الأداء بين الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية.

وتأتي الحملة كأول نشاط لـ«مؤسسة صوت للإعلام والتنمية الثقافية»، بعد تدشين فرعها الجديد في «جمهورية المانيا»، والذي يمثل خطوة استراتيجية لربط فضاء المهجر بالوطن، وتوظيف الإعلام كأداة للمقاومة السلمية والتأثير الإيجابي على المستويين المحلي والدولي.

الجدير ذكره أن مؤسسة «صوت للإعلام والتنمية الثقافية» هي منظمة مجتمع مدني «يمنية - ألمانية» تأسست في صنعاء عام (2010) وتعمل في سبيل تعزيز السلام، والتمكين المجتمعي، والدفاع عن الحريات، عبر ادوات الثقافة والاعلام والفنون .. وتترأسها الناشطة والاديبة «سماح الشغدري»، وتركز على دعم حقوق المرأة، مواجهة آثار الحرب، وإحياء الحراك الثقافي في اليمن .. وسبق لها ونفذت العديد من المشاريع في اليمن أبرزها: «سينما صوت - صوت آخر للمختفين قسرياً - مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث» .. وتعمل المؤسسة بالتعاون ودعم شركاء دوليين ومحليين، وتسعى لبناء جسور ثقافية بين اليمن والعالم.