استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم بقصر الاتحادية، عثمان غزالى، رئيس جمهورية القمر المتحدة، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية وتم عزف السلامين الوطنيين.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائى، والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والقارية محل الاهتمام المشترك.

وفي هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه لا شك أن زيارة رئيس جمهورية القمر المتحدة إلى مصر تعد حلقة هامة في سلسلة من الزيارات التي تعكس عمق العلاقات بين مصر والدول الإفريقية والعربية على حد سواء. 

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ 'صدى البلد'، أن  تعتبر هذه الزيارة نموذجا يحتذى به في سياق تعزيز العلاقات بين مصر والدول الإفريقية، خاصة أن جزر القمر تعد دولة عضوا في الاتحاد الإفريقي، جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلا عن عضويتها في الكوميسا.

وأشار حليمة، إلى أن تم تناول محورين أساسيين خلال اللقاء، والأول يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على آفاق واسعة لهذه العلاقات في مختلف المجالات، وتم التركيز بشكل خاص على التعاون في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التوافق على رؤى مشتركة بشأن قضايا إقليمية هامة في القارة الإفريقية والمنطقة العربية، فضلا عن تنسيق المواقف في القضايا الدولية.

وأضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن الجانبين شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، قبل أن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا،

وفى بداية كلمته، رحب الرئيس السيسى بالرئيس 'عثمان غزالى'، فى بلده الثانى 'مصر'، متمنيا له إقامة طيبة وزيارة ناجحة، مؤكدا تقديره العميق للعلاقات الأخوية التاريخية، التى تجمع مصر وجزر القمر، وروابط الهوية العربية والإفريقية والإسلامية المشتركة بين البلدين، والتى تمثل أساسا قويا للبناء عليه، ولتعزيز أواصر التعاون الممتدة، فى مختلف المجالات.

وقال الرئيس السيسى، إنه أجرى اليوم مع أخيه الرئيس عثمان غزالى، مباحثات ثنائية مثمرة، ناقشا خلالها أطر التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين، واتفقا على ضرورة العمل بكل جهد، لتعزيز التعاون الثنائى فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، على النحو الذى يرقى للروابط الأخوية بين الشعبين، ويتناسب مع آفاق التعاون المتاحة.

وأكد الرئيس السيسى على استعداد الحكومة والشركات المصرية، لدعم خطط التنمية فى جزر القمر، وخاصة 'خطة جزر القمر البازغة 2030'، ونقل الخبرات المصرية المكتسبة، من تنفيذ خطط التنمية فى مصر، وتنفيذ مشروعات بالدول الأفريقية الشقيقة، فى مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية.

كما أكد الرئيس السيسى، استعداد مصر الكامل، للتعاون مع جمهورية القمر المتحدة فى مختلف المجالات؛ ولاسيما الصحة، والتعليم، والسياحة، والثروة السمكية، والطاقة، والبنية التحتية.

وقال الرئيس السيسى، إنهما اتفقا أيضا، على ضرورة تعزيز معدلات التبادل التجارى بين البلدين، خاصة فى ضوء عضوية مصر وجزر القمر فى تجمع الكوميسا بما يضمن تحقيق أهداف التكامل الإقليمى القارى، وتعزيز التجارة البينية.

وأوضح الرئيس السيسى أن مباحثاتهما عكست توافقا فى الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضايا الاتحاد الأفريقى، فضلا عن الأوضاع فى قطاع غزة والسودان، وكذا التطورات فى القرن الأفريقى وأمن البحر الأحمر ومكافحة الإرهاب، واتفقا على أهمية الدور المنوط بتجمع الساحل والصحراء، فى جهود مكافحة الإرهاب.

كما شملت المحادثات موضوعات التحديات التنموية، والتغلب على الفقر، وتخفيف أعباء الديون، ومواجهة آثار التغير المناخى، واتفقا على ضرورة الحفاظ على المواقف الإفريقية الموحدة، إزاء مختلف القضايا، والعمل على ضمان التمثيل العادل لإفريقيا، فى المؤسسات الدولية.

وفى ختام كلمته، قال الرئيس السيسى للرئيس عثمان غزالى:'لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم، مؤكدا التزام مصر بتعميق أواصر التعاون مع جمهورية القمر المتحدة الشقيقة، لما فيه خير بلدينا وشعبينا وقارتنا الإفريقية.