اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
مع بداية كل عام يظهر من يدعون علم الغيب عن طريق النجوم وقراءة الطالع فما حكم ذلك ؟، ليجيب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، قائلاً: 'لا شك أن هذا من الجهل المنتشر، ويحرم الاستعانة أو تصديق كل من يدعي علم الغيب عن طريق الأبراج أو النجوم أو قراءة الطالع'.
وأوضح العميد الأسبق لكلية أصول الدين باسيوط، أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) فالغيب لا يعلمه إلا الله تعالى وما يصطفيه من رسله الكرام، وقد يكشف الله تعالى بعض غيبه لبعض أوليائه كما ثبت فيما صح من روايات، أما ادعاء العرافين والمنجمين للغيب على شاشات الفضائيات فذلك من الجهل بمكان .
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما) رواه مسلم وفى رواية ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) وفي رواية ( من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
وتابع: العراف والكاهن والمنجم كلهم من فصيلة واحدة وهم الذين يدعون معرفة الغيوب والمضرات عن طريق الجن والنجوم وغيرها، وقد كان علم النجوم بهذه الطريقة الموجودة الآن على الفضائيات من الأشياء المشهورة عند أهل الجاهلية وقد صحح الإسلام تلك المفاهيم فبين أن النجوم جزء من مخلوقات الله لا شأن لها بما كان يوجد عند أهل الجاهلية .
واستشهد بقول الله تعالى: ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون )، وقوله: ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين)، ومن هنا كان علم الننجيم القائم على ادعاء معرفة الغيب علما جاهليا مرفوضا في الإسلام، حتى لو امتلأت به الفضائيات فانتشار الجهل لا يدل على صحته.
وحذر من خطورة ذلك الأمر ، حيث نوه لأقوال العلماء : من صدق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، فهو كافر والعياذ بالله، وهذا غير موجود والحمد لله تعالى .
واسترسل: أما من آمن بأنها ظنية ولم يعنقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته، وهذا هو المنتشر هذه الأيام على الفضائيات انتشار النار في الهشيم نظرا لانتشار الجهل بذلك الأمر الخطير.
وجاء في فتاوى دار الإفاء المصرية بعد كلام طويل أنه لا يجوز بحال من الأحوال الإستعانة بالكهان ومدعي الإطلاع على الغيب ولا تصديقهم في شيء مما يقولون.


































