مع اقتراب احتفالات رأس السنة، تتألق مصر كواحدة من الوجهات السياحية المفضلة عالميًا، حيث شهدت الفنادق في أبرز المدن السياحية ارتفاعًا استثنائيًا في نسب الإشغال، وتجاوزت معدلات الإشغال في العديد من الفنادق 80%، بينما وصلت إلى 100% في الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان، في مؤشر واضح على الإقبال الكبير من السياح الأوروبيين والعرب الذين اختاروا مصر؛ للاحتفال بأعيادهم، وسط أجواء دافئة وتجارب سياحية فريدة.

ويأتي هذا الإقبال مدعومًا بزيادة الحجوزات من الأسواق الأوروبية، لا سيما الألمان والإيطاليين والأوكرانيين، بالإضافة إلى عودة الرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ، مما يعزز مكانة مصر كخيار مميز؛ للاستمتاع بشواطئها المشمسة، ومواقعها الثقافية الفريدة خلال موسم الأعياد.

قال علاء عاقل، عضو عمومية الفنادق: إن فنادق شرم الشيخ سجلت نسب إشغال تتجاوز اشغالات العام الماضي خلال فترة الكريسماس،مؤكدًا أن الزيادة ملحوظة في حجوزات السياح الأوربيين إلى حد كبير حيث شرم الشيخ تشهد إقبالًا كبيرًا من السياح الألمان، الإيطاليين، والروس البولنديين والتشيك، أيضًا بالإضافة لانتعاش السوق الكازاخستاني، وهو ما يعكس عودة السياحة الأوروبية بشكل قوي إلى مصر، مُقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى ذلك، هناك طلب مُتزايد من قبل الأسر المصرية، على قضاء إجازاتهم في شرم الشيخ؛ نظرًا لما تتمتع به المدينة من طقس معتدل وخدمات متميزة.

وأضاف “عاقل” أن الاستعدادات بالفنادق تعمل علي قدامًا وساق؛ لاستقبال الاحتفالات الخاصة بأعياد الميلاد المجيد، موضحًا أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة؛ لاستقبال السياح في رأس السنة الميلادية، بشكل جيد ومشرف في نفس الوقت.

ومن جانبه، قال تامر نبيل، عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق: إن فنادق الغردقة تشهد زيادة ملحوظة في نسب الحجوزات، حيث من المتوقع أن تتجاوز نسبة الإشغال في فنادق المدينة مبشرة للغاية بالتزامن مع حلول رأس السنة، حيث أن نسب الإشغالات الحالية تخطت 80%، وهو ما يعكس نجاح المدينة في استقطاب السياح الأجانب والمحليين.

وأضاف “نبيل” أن الغردقة استعدت بشكل مميز؛ لتقديم العديد من الفعاليات الخاصة بعيد رأس السنة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية والعروض الترفيهية، مؤكدًا على أن مُستثمري السياحة في البحر الأحمر، قاموا باستعداد خاصة لجميع الفنادق، وذلك بالتزامن مع الاستعدادات للاحتفال بعيد رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد، ومع تزايد أعداد السياح الأوروبيين والعرب، حيث يتوقع الخبراء أن تستمر هذه الزيادة في الإشغالات خلال الفترة المُقبلة، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية مميزة.

كما قال محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق السياحي بالأقصر، إن السياحة الثقافية في مصر تشهد طفرة مميزة رغم التحديات السياسية التي تواجه المنطقة، مُشيرًا إلى أن الافتتاح الجزئي للمتحف المصري الكبير كان له تأثير إيجابي كبير، مما ساهم في زيادة الإقبال على السياحة الثقافية في مدينتي الأقصر وأسوان خلال موسم الكريسماس.

وأضاف عثمان: أن فنادق الأقصر وأسوان سجلت نسب إشغال لم تحدث منذ عشر سنوات، مع زيادة واضحة في أعداد السياح الأوروبيين، وخاصة الألمان والإنجليز، الذين يفضلون تجربة السياحة الثقافية التي توفرها هذه المدن.

وتابع: أن عودة الرحلات الجوية المباشرة من بريطانيا، خاصة بعد رفع الحظر على السفر، كانت عاملًا رئيسيًا في هذه الانتعاشة، مٌشيرًا إلى أن استئناف رحلات الطيران العارض (الشارتر) من بريطانيا إلى الأقصر بمعدل 4 رحلات أسبوعيًا، بعد انقطاع دام 11 عامًا، كان له أثر كبير، مؤكدًا أن السياحة الإنجليزية كانت تمثل في السابق 40% من تدفق السياح إلى صعيد مصر، وأن الدعم المقدم للرحلات العارضة من قبل وزارة السياحة والآثار في لندن سيكون محورًا رئيسيًا؛ لتعزيز التسويق في المستقبل.

وأكمل: أن هذا الشتاء أصبح “دافئًا سياحيًا” بفضل زيادة الرحلات الجوية إلى الأقصر، والتي وصلت إلى 22 رحلة أسبوعيًا، بالإضافة إلى مضاعفة عدد رحلات اليوم الواحد القادمة من البحر الأحمر، كما شهدت الأقصر تحولًا نوعيًا؛ لتصبح وجهة للمؤتمرات، حيث استضافت لأول مرة 42 مؤتمرًا علميًا وطبيًا وزراعيًا على المستويين المحلي والدولي.

واستطرد: أن محافظة الأقصر قامت بإنارة جبل البر الغربي حتى منتصف الليل، بالإضافة إلى إضاءة معبد الأقصر، الذي يعد من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، حتى منتصف الليل بعد أن كان يُغلق في الثامنة مساءً، هذا الإجراء ساهم في تعزيز تجربة السياح، خاصة خلال الزيارات الليلية.

وأدرف: أن هذه المؤشرات الإيجابية تعكس عودة قوية للسياحة الثقافية إلى مصر، مع استعدادات مكثفة من القطاع السياحي والجهات الحكومية؛ لضمان استمرارية هذا النمو خلال الأعوام القادمة.

وفي أسوان، توقع عثمان أن تتجاوز نسب الإشغال المتوقعة خلال ذروة الموسم الشتوي، مع زيادة الإقبال على معالمها الثقافية مثل أبو سمبل وإدفو وكوم أمبو، مؤكدًا أن العودة القوية للسياحة الثقافية في أسوان تعكس نجاح جهود الترويج للسياحة في مصر، مما يعزز مكانة البلاد كواحدة من أبرز الوجهات الثقافية عالميًا.

قال حسين شكري، عضو عمومية الفنادق: إن فنادق القاهرة الكبرى سجلت نسب إشغال تتراوح بين 85% 90%، وهو ما يعد مؤشرًا قويًا على انتعاش الحركة السياحية في المدينة.

وأضاف أن فنادق القاهرةً تشهد إقبالًا كبيرًا من السياح خاصة العرب والأوروبيين، وأمريكا اللاتينية وكذلك جنوب شرق آسيا والصين هذا العام، بالإضافة إلى توافد العديد الجنسيات، لكن دول الخليج تحتل النسبة الأكبر في الإشغالات الفندقية، خاصة أن الحجوزات في زيادة مستمر خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع أعياد الميلاد، وإجازات نصف العام،وتعد القاهرة الكبرى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في مصر خلال موسم الأعياد، حيث تتمتع بجاذبية خاصة للسياح بفضل معالمها الثقافية المميزة والفعاليات الاحتفالية المتنوعة والمدينة تستقطب أعدادًا كبيرة من السياح المحليين والأجانب، وخاصة من دول الخليج العربي وأوروبا.

فيما تشهد مدينتا الإسكندرية والعلمين الجديدة ارتفاعًا ملحوظًا في نسب إشغالات الفنادق بالتزامن مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، وسط استعدادات مكثفة؛ لاستقبال السائحين المحليين والأجانب خلال هذه الفترة التي تعد من المواسم السياحية المهمة.

وأكدت المصادر، أن نسب إشغالات الفنادق في الإسكندرية تراوحت ما بين 75% إلى 85%، مع توقعات بزيادة النسبة؛ لتصل إلى 90% خلال ليلة رأس السنة.

وشكلت وزارة السياحة والآثار لجان تفتيش سرية ودورية على الفنادق المعتمدة؛ للتأكد من الالتزام بجودة الخدمات المقدمة والأسعار المحددة، ومطابقة الفقرات الفنية للموافقات الرسمية.

وتقوم تلك اللجان لتتابع عن كثب استعدادات الفنادق من الناحية الأمنية بالتنسيق مع الجهات المعنية؛ لضمان استقبال الزوار بأمان وتنظيم الاحتفالات بالشكل اللائق، وأكدت الوزارة أنه تم تخصيص خط ساخن؛ لتلقي شكاوى المواطنين المتعلقة بجودة الخدمات أو قوائم الأسعار المعلنة في المنشآت السياحية والفندقية، مضيفة أن الوزارة تلتزم بالرد على الشكاوى وحلها خلال 48 ساعة؛ لضمان تقديم تجربة سياحية متكاملة للزوار.

على الجانب الآخر، تعمل حاليًا وزارة الطيران المدني، مُمثلة في الشكوكية القابضة للمطارات والملاحة الجوية على اتخاذ كافة التدابير اللازمة في مطار القاهرة الدولي، وباقي المطارات خاصة مطارات المدن السياحيةُ منها: الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ؛ لتوفير تجربة سفر مريحة وآمنة للسياح.

وجاري العمل علي تزيين صالات السفر والوصول بشجر الكريسماس، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الأنشطة الترفيهية داخل المطارات، بما في ذلك تقديم الهدايا التذكارية وفعاليات خاصة للأطفال، مما يسهم في خلق أجواء من الفرح للركاب.