تحقق حلم طال انتظاره، وأصبح واقعًا ملموسًا، حيث تنفذ محافظة الإسكندرية مشروعها القومي المنتظر، وهو 'مترو الإسكندرية الجديد'، الذي ينطلق من منطقة أبي قير ويصل إلى محطة مصر.

يُعد مشروع مترو الإسكندرية الجديد شريانًا جديدًا يمتد عبر محافظة الإسكندرية، في إطار حضاري متكامل لتطوير منظومة النقل باستخدام أحدث الطرق والإمكانيات، وتقديم خدمات متميزة لعدد أكبر من المواطنين، مما يزيل عنهم زحام وتكدس الماضي، ويعوضهم بإنجاز التطوير.

تواجدت 'الدستور' بداخل منطقة عمل مشروع مترو الاسكندرية برفقه المهندس سيد كامل مدير المشروع بهيئة الانفاق، ليطلعنا على التفاصيل الكاملة لمشروع مترو الاسكندرية الجديد ومراحل التنفيذ وايضا نسب الانجاز.

قال المهندس سيد كامل مدير مشروع المشروع، 'للدستور' ان مشروع مترو الاسكندرية سيكون وسيلة نقل هامة واساسية لاهالي الاسكندرية وسيحدث تطوير غير مسبوق في الخريطة المرورية وذلك تحقيقا لجهود الدولة المصرية ووزارة النقل بتطوير منظومة النقل وتحقيق طفرة حديثة لخطوط النقل القديمة المتهالكة والتي اتعبت المواطنين كثيرا.

وتابع مدير مشروع مترو الإنفاق، أن بداية تنفيذ مشروع مترو الاسكندرية منذ بداية العام الحالي 2024 وسيستمر العمل على قدم وساق لمده 30 شهر، مطملا ان ما تم انجازه حتى الان اكثر من 25 %، ليمتد مشروع مترو الاسكندرية من محطة مصر حتى محطة ابي قير الجديدية بطول 21.7 كيلو متر، بتنظيم 20 محطة بين محطات سطحية وعلوية، ارتسم مسار مترو الاسكندرية بطول المحافظة

يُنفّذ مشروع مترو الإسكندرية على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى مسارًا سطحيًا يمتد من محطة مصر حتى محطة كفر عبده بطول 6.5 كيلومتر، ويضم خمس محطات هي: 'محطة مصر، باب شرق، الحضرة، سبورتنج، وكفر عبده'.

أما المرحلة الثانية، فتشمل مسارًا فوق جسور علوية، يمتد من منطقة الظاهرية حتى أبي قير بطول 15.2 كيلومتر، وفيه تم تعديل المحطات لتشمل إضافة محطة محمد نجيب ومحطة ميامي، مع إزالة محطة الرمل الميري.

وتتضمن المحطات الجديدة المضافة إلى المشروع خمس محطات هي: 'باب شرق، سبورتنج، كفر عبده، محمد نجيب، وميامي'، بينما تم الاستغناء عن محطة الرمل الميري.

وأوضح المهندس سيد كامل، مدير مشروع مترو الإسكندرية، أن المشروع الجديد سيوفر فرقًا ملحوظًا مقارنةً بقطار أبي قير القديم، حيث سيكون مترو الإسكندرية الجديد مؤهلاً للتشغيل بعدد 20 قطارًا يحتوي كل منها على 8 عربات، مع سعة استيعابية تصل إلى 60 ألف راكب في الساعة لكل اتجاه، وتقلصت مدة الرحلة إلى 25 دقيقة، وفترة التقاطر إلى دقيقتين ونصف. بينما كان القطار القديم يستوعب 2300 راكب فقط في الساعة، مع مدة رحلة تتراوح بين 30 إلى 40 دقيقة، وتجاوزت مدة التقاطر 40 دقيقة.

يتم إنجاز المشروع بجهود نحو 3000 عامل ومهندس مصري، يعملون على مدار الساعة لضمان تنفيذ المشروع بأفضل جودة ووفق الجدول الزمني المحدد. وذكر مدير المشروع أن الخطوات التحضيرية شملت إزالة القضبان القديمة، ودراسة البنية التحتية وتجهيزها لتناسب المسارات السطحية والعليا.

وأكد أن مترو الإسكندرية يراعي النسق الحضاري للمدينة ويعزز الهوية البصرية للإسكندرية، كما تُجهّز المحطات بمرافق خدمية متكاملة مثل السلالم الكهربائية والمصاعد وماكينات الدفع الآلي ودورات المياه، مما يحقق نقلة نوعية لوسائل النقل في المدينة ويوفر تجربة مريحة وحديثة للركاب.

حرصت الدولة المصرية على أن تكون جميع مشروعات النقل الحديثة الذكية قائمة على الطاقة الخضراء النظيفة وصديقة للبيئة، بهدف تحقيق مشروع قومي حضاري متكامل. يسعى هذا المشروع إلى تقديم خدمات متميزة للمواطنين وتحقيق توازن مع البيئة المحيطة، مما يسهم في نتائج إيجابية على الجوانب الاقتصادية والاستثمارية.

أكد مدير مشروع مترو الإسكندرية في تصريحات لـ'الدستور' أن التخطيط لمشروعات النقل يستهدف إنشاء منظومة متكاملة. وقد تم تطبيق ذلك في مشروع مترو الإسكندرية الجديد، الذي سيتصل بقطار محطة أبو قير الجديدة، مما يوفر نقطة ربط مع محطة القطار السريع 'بور سعيد – الإسكندرية'. كما سيلتقي المترو في محطة المعمورة مع قطار رشيد، ويشمل ذلك جميع خطوط القطارات وصولًا إلى محطة مصر.

وأضاف أنه سيكون هناك تواصل بين مترو الإسكندرية وترام المدينة في نقطتين، هما محطة سيدي جابر ومحطة فيكتوريا.

كما سيتقاطع مترو الإسكندرية مع جميع الطرق والمحاور الرئيسية في المدينة، مما يتيح للمواطنين الاستفادة من وسائل النقل بشكل متكامل.

هذا المشروع يهدف إلى تحسين جودة خدمات النقل وحل الأزمات المرورية، مما يسهل الانتقال بين مختلف المناطق في محافظة الإسكندرية.

اقرا أيضا