أوضح المحلل السياسي السوري، نزار البوش، أن سوريا تمر بمرحلة خطيرة وغير مسبوقة، مشيرًا إلى انهيار النظام السابق وانهيار الجيش السوري بفعل ضربات استهدفت البنية التحتية العسكرية والمراكز الحيوية التي كانت ملكًا للشعب السوري.

وانتقد البوش بشدة غياب أي استنكار أو تحرك من السلطة الانتقالية الحالية تجاه التوغل الإسرائيلي، الذي وصل إلى أكثر من 20 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، بما في ذلك القنيطرة، مع الحديث عن احتمال دخول السويداء تحت السيطرة الإسرائيلية.

تناول البوش قضية المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في سوريا، التي تُعدّ غنية بالنفط والموارد الغذائية، مشيرًا إلى دعم أمريكي يهدف لتحقيق حلم الأكراد بإقامة دولة متصلة بكردستان العراق وربما التمدد إلى تركيا وإيران مستقبلًا.

واعتبر أن هذا المشروع يشكل خطرًا على وحدة الأراضي السورية، واصفًا الأكراد بأنهم ضيوف على سوريا أصبحوا جزءًا منها، لكن طموحاتهم تهدد استقرارها.

وأشار البوش إلى انتشار السلاح والراديكاليين الأجانب داخل الأراضي السورية، معربًا عن قلقه من إمكانية تصاعد العنف وانتقام هذه المجموعات من الأقليات السورية، التي كانت تؤيد النظام السابق. ولفت إلى خطورة وجود جماعات مثل داعش وأوزبكيين وشيشان، الذين يظهرون الآن في دمشق وحتى داخل الجامع الأموي، مما يثير مخاوف كبيرة حول تصاعد الاقتتال الداخلي.

عبر البوش عن تشاؤمه تجاه مستقبل سوريا كدولة موحدة، مؤكدًا أن الظروف الراهنة تجعل من الصعب تحقيق الوحدة الوطنية أو الاستقرار، معتبرًا أن السلطة الانتقالية الحالية تعيش حالة من النشوة الزائفة دون تقديم أي خطوات ملموسة لتحرير الأراضي المحتلة أو التعامل مع القضايا الرئيسية.

واختتم البوش تصريحاته بالتعبير عن أمله في أن يتوحد السوريون وأن تتوقف إراقة الدماء، مشيرًا إلى أن الواقع ينبئ بمستقبل مظلم قد يشهد مزيدًا من الصراعات والتقسيم، معتبرًا أن سوريا كدولة موحدة ربما تكون قد انتهت إلى الأبد.