أكد الدكتور سهيل دياب الخبير بالشأن الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إبرام صفقة في قطاع غزة ولكن بشروط تضمن له مصالحه.

وقال دياب في مداخلة مع قناة 'القاهرة الإخبارية': 'من ناحية، هناك ارتفاع مقلق في أعداد المجازر، حيث بلغ عدد الشهداء نحو 6000 منذ استئناف الحرب، بمعدل 75 شهيدا يوميا ومن ناحية أخرى، تعثرت عمليات توزيع المساعدات الإنسانية التي تحولت إلى مصائد لقتل المواطنين الفلسطينيين'.

وتابع: 'في المقابل، لم تحقق إسرائيل أهدافها في هذه الحرب، بل تكبدت خسائر بشرية فادحة، تجاوزت 20 قتيلًا من الجنود الإسرائيليين خلال هذا الشهر وحده، وهو ثمن باهظ مقارنة بأي تقدم ميداني وهذا الواقع يشير إلى أن هناك حراكا دبلوماسيا مدفوعا برؤية أمريكية أكثر جدية بعد المواجهة مع إيران، تركز على ضرورة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، بينما تبرز في الوقت ذاته مطالب إسرائيلية غير واضحة'.

وواصل: 'نتنياهو يريد صفقة ولكن بشروط تضمن مستقبله السياسي والشخصي، وتحافظ على بقاء ائتلافه الحاكم، وتقدم له ما يرضي الشارع الإسرائيلي ويزيد من شعبيته فهو يحاول استغلال هذه الفترة للضغط على المؤسسات الإسرائيلية من أجل قبول اقتراح ترامب بإلغاء محاكماته في قضايا الفساد، مما سيمكنه من التحرك بحرية قبيل الانتخابات المقبلة'.

وأكمل: 'يسعى نتنياهو إلى تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة مثل تطبيع علاقات إضافية والدخول فيما يعرف بالسلام الإبراهيمي مع اهتمام خاص بسوريا، وربما بالتنسيق مع الجانب التركي كما يطمح إلى مكاسب تتعلق بالضم، أي ضم أجزاء من الضفة الغربية بموافقة أمريكية، إن لم يكن الضم كاملًا'.

وأوضح: 'نحن الآن في منطقة رمادية، بين ضرورة التوصل إلى صفقة من جهة، وبين محاولة نتنياهو تحسين شروطه الشخصية والسياسية والائتلافية من جهة أخرى يتجلى ذلك في استمرار المجازر في غزة، وفي مطالب بعض أطراف الائتلاف الإسرائيلي باجتياح القطاع بالكامل، إلى جانب تصاعد التوتر في الضفة الغربية، لدرجة اندلاع مواجهات حتى بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي'.

وذكر: 'في المقابل، نشهد تحركات دبلوماسية متتالية وتصريحات أمريكية تؤكد ضرورة المضي نحو صفقة وهناك أيضا مزاج شعبي واسع في إسرائيل، سواء في المعارضة أو في أجزاء من الائتلاف، يدفع باتجاه صفقة كخطوة أولى لكننا عالقون الآن في مفترق طرق'.