هزّت مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، حادثة اختطاف صادمة استهدفت الدكتور فؤاد التبعي، الاستشاري المعروف في جراحة الكلى والمسالك البولية، على يد مسلحين مجهولين.

وكشف مصدر مقرب من الطبيب عن تفاصيل مروعة للحادثة، التي تم فيها انتحال صفة أمنية لتنفيذ عملية الاختطاف التي انتهت بإطلاق سراحه بعد تعرضه لإصابات.

في وقت سابق اليوم، وبينما كان الدكتور فؤاد التبعي يمر في أحد شوارع مدينة تعز المزدحمة، اعترضت سيارته فجأة مجموعة من أربعة مسلحين بزي مدني.

وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن المسلحين أقدموا على فتح باب سيارة الطبيب بالقوة وسحله منها، مما أثار حالة من الذعر والهلع بين المارة.

وأضاف المصدر أن بعض المواطنين حاولوا التدخل لإنقاذ الدكتور التبعي، بينما قام آخرون بتوثيق المشهد بالهواتف النقالة، وهو ما أثار غضب الخاطفين الذين قاموا بتوجيه تهديدات لهم.

ولتسهيل مهمتهم وتجنب أي رد فعل من المواطنين، ادعى المسلحون أنهم ينتمون إلى 'الأجهزة الأمنية' وأنهم ينفذون مهمة رسمية. وبعد سحل الدكتور التبعي بالقوة، أجبروه على الصعود إلى سيارتهم، وقادوها باتجاه قسم شرطة الثورة في المدينة، مما زاد من حيرة وقلق الموجودين الذين شهدوا المشهد.

داخل قسم الشرطة، كشف المصدر عن محاولة مكثفة لإجبار الدكتور التبعي على التوقيع على تنازل كتابي، يتنازل فيه عن كافة حقوقه ومتابعة القضية قانونياً. إلا أن الطبيب أبدى تمسكاً بحقوقه ورفض التوقيع، رغم الضغوط والتهديدات التي تعرض لها.

وبعد فشل مساعيهم في إرغامه على التنازل، تم إطلاق سراح الدكتور التبعي لاحقاً، لكنه عاد إلى أهله مصاباً بكدمات وإصابات في يديه نتيجة السحب العنيف الذي تعرض له أثناء عملية الاختطاف.

وتأتي هذه الحادثة لتؤكد على تصاعد أعمال العنف والانفلات الأمني في مدينة تعز المنكوبة، حيث يعاني الأهالي والكوادر الطبية على حد سواء من استهداف متكرر يضع حياتهم في خطر.

ويُعد استهداف الأطباء ضربة قاسية للقطاع الصحي الذي يئن بالفعل تحت وطأة الحرب والحصار، مما يثير مخاوف جدية حول مستقبل الرعاية الصحية في المدينة ونزوح الكفاءات الطبية.

وحتى اللحظة، لم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات المحلية في تعز أو من وزارة الداخلية بشأن الحادثة، مما يترك علامات استفهام كبيرة حول ملابسات الاختطاف الجهة المسؤولة عنه، ومسؤولية حماية المواطنين والكوادر الطبية.