اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٥
مي السكري -
اختتمت السفيرة الكندية لدى البلاد، عليا مواني، مهامها الدبلوماسية في الكويت والتي امتدت لثلاث سنوات ونصف السنة، تاركة بصمة لافتة في سجل العلاقات الكندية ــ الكويتية.
ولم يكن هذا اللقاء الوداعي مجرد استعراض لإنجازات، بل شهادة حية على تجربة دبلوماسية اتسمت بالتقارب الإنساني، والإنجازات الملموسة، وبناء شراكات استراتيجية.
وسلّطت مواني الضوء على إنجازات فاقت التوقعات، ووصفت الكويت بأنها «وطن ثانٍ»، مؤكدة أن ما تحقق لم يكن مجرد إنجازات دبلوماسية، بل تجربة إنسانية فريدة ستبقى راسخة في ذاكرتها.
ووصفت خلال اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام أبرز محطات تجربتها الدبلوماسية التي امتدت لثلاث سنوات ونصف السنة، بأنها فرصة استثنائية لبناء شراكات حقيقية مع الكويت، مشيرة إلى أن بلادها تنظر إلى الكويت باعتبارها شريكاً استراتيجياً منذ سنوات.
ولفتت إلى الدور المحوري الذي أدّته الكويت في تمكين كندا من تنفيذ عمليات إنسانية وأمنية بالمنطقة، حيث كان لدور الكويت أثر كبير في مساعدتنا على نقل نحو 4000 أفغاني وكندي إلى كندا.
توسعة التعاون
وتحدثت مواني عن توسّع التعاون الثنائي في مجالات التجارة، الاستثمار، التعليم، الصحة، الذكاء الاصطناعي، الأمن والدفاع، والتنمية الدولية، مشيرة إلى توقيع مذكرة تفاهم للتشاور الاستراتيجي وأخرى للتنمية الإنسانية. وأكدت على أهمية الشراكة بين وزارة الصحة الكويتية والكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا، حيث يُعقد اختبار البورد الكندي سنوياً بالكويت، إلى جانب تزايد إقبال المؤسسات الصحية على طلب الاعتماد الكندي.
وأشارت إلى أن نحو 450 طالباً كويتياً يدرسون الطب في كندا سنوياً، وغالباً ما تُشغَل جميع المقاعد، مع تزايد اهتمام الطالبات الكويتيات بخوض التجربة التعليمية في الجامعات الكندية.
وأشارت إلى أن عملية طلب التأشيرة الكندية أصبحت الآن إلكترونية بالكامل، وأن عملية أخذ بصمات الأصابع وتقديم جواز السفر تتم من خلال مكتب VFS لتقديم الطلبات في مدينة الكويت، مؤكدة أن التأشيرات تُمنح عادةً بناءً على صلاحية جواز السفر، وذلك لتسهيل الإجراءات على المسافرين.
ووصفت مواني تجربتها كسفيرة في الكويت بأنها إيجابية للغاية: «لم أشعر يوماً بالتمييز، بل على العكس، حظيت بحرية كاملة في الوصول إلى مختلف الفعاليات واللقاءات، مشيدة بالدور الريادي والقيادي للنساء الكويتيات في التعليم والأوساط الأكاديمية».
كما عبّرت عن تقديرها للإعلام الكويتي الذي وصفته بـ«النشط والمهني»، مؤكدة أن العلاقة بين السفارة ووسائل الإعلام ساعدت في ترسيخ الثقة والشفافية.
وحول الملفات الإقليمية، شددت مواني على أن كندا تتابع التصعيدات الأمنية بقلق، وتؤمن بأهمية الحلول السلمية والالتزام بالقانون الدولي، معربة عن دعمها لجهود الأمم المتحدة في هذا المجال.
وأشارت إلى أن الكويت أصبحت ثالث أكبر سوق لكندا في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعكس قوة وتنوع الروابط الاقتصادية. وتابعت: «نواصل البناء على علاقاتنا في قطاعات رئيسية كالدفاع والأمن والتعليم والرعاية الصحية، بما يتماشى مع أولويات الكويت وبما يعكس القيم المشتركة بين بلدينا».
لقاء وزيري خارجية الكويت وكندا
شددت السفيرة الكندية على أهمية استمرار التواصل وبناء الجسور في مجالات جديدة، كاشفةً عن أن وزيري خارجية الكويت وكندا سيجتمعان في الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما سيشكّل خطوة رئيسية نحو تعميق العلاقات الثنائية، وستستمر المحادثات بعد ذلك في مجالات مثل التعاون الاستراتيجي والتنقل وغيرها.
منصب في «الخارجية الكندية»
كشفت مواني أنها ستغادر الكويت لتتولى منصباً جديداً في وزارة الخارجية الكندية، معربة عن رغبتها في قضاء مزيد من الوقت مع عائلتها، ومعلنة أن خليفتها ستكون السفيرة تارا شووتر التي عملت سابقاً في اليابان والهند.
واختتمت حديثها بالقول: «الكويت بلد مميز وتجربتي فيه كانت فريدة من نوعها، سأفتقد العلاقات التي بنيتها وفرص التعاون التي تحققت، لقد شعرت هنا وكأنني في وطني الثاني، وأتطلع لرؤية هذه العلاقة تزدهر أكثر في المستقبل».