اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التطورات المتسارعة في منطقة القرن الأفريقي لم تولد فجأة، بل هي حصيلة تحركات سياسية وأمنية كانت تُدار منذ فترة «خلف الكواليس»، وأن ما يظهر اليوم على الساحة ما هو إلا كشف علني لملفات ظلت لفترة طويلة بعيدة عن التداول الإعلامي، لكنها بدأت تفرض نفسها بقوة مع تغيّر موازين القوى الإقليمية والدولية.
التحليلات المتعجلة.. مخاطرة سياسية
شدد أستاذ العلوم السياسية، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «الحياة اليوم» على قناة الحياة، على ضرورة الحذر في قراءة المشهد وعدم الانسياق وراء التقييمات المتسرعة أو التحليلات السطحية، منوهًا إلى أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة تتشابك فيها المصالح الإقليمية والدولية، ما يجعل أي حكم سريع على الأحداث غير دقيق وقد يقود إلى استنتاجات مضللة.
ولفت طارق فهمي، إلى أن الدعوة لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية تأتي في سياق محاولة فهم أعمق لما يجري، وبحث آليات التعامل مع تداعيات الحديث عن اعتراف إسرائيلي بإقليم “صوماليلاند'، وأن هذا التطور، إن صح، يحمل أبعادًا سياسية وأمنية تتجاوز حدود الإقليم ذاته، وقد يعيد رسم خريطة التفاعلات داخل القرن الأفريقي.
ما وراء الصومال.. مشهد أوسع
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن القضية أو المخطط الإسرائيلي لا تتعلق بالصومال أو صوماليلاند وحدهما، بل تمتد إلى مجمل منطقة القرن الأفريقي ومناطق التماس المتصلة بها، بما في ذلك البحر الأحمر والشرق الأفريقي، فضًلا عن أن أي تغيّر في هذه المنطقة الحساسة ينعكس مباشرة على الأمن الإقليمي، وعلى مصالح العديد من الدول العربية والأفريقية.
وأشار طارق فهمي، إلى وجود تحركات عربية وإقليمية ودولية كانت تجري بعيدًا عن الأضواء خلال الفترة الماضية، قبل أن تبدأ مؤخرًا في الظهور بشكل مباشر وواضح، مبينًا أن هذه التحركات تمثل جزءًا من سباق سياسي وجيوستراتيجي، تسعى خلاله القوى المؤثرة إلى تثبيت موطئ قدم لها، مستفيدة من الظروف المعقدة التي يمر بها الإقليم.
ضرورة الرؤية الشاملة
وشدد أستاذ العلاقات الدولية، على أن التعامل مع ملفات القرن الأفريقي يتطلب رؤية شاملة لا تنحصر في حدث واحد أو تصريح بعينه، وإنما تضع في الاعتبار توازنات القوى والتحالفات المتغيرة، معتبرًا أن متابعة التطورات بعين خبيرة، وتحليلها في إطارها الإقليمي والدولي، هو السبيل الوحيد لتجنّب سوء الفهم، ولنحافظ في الوقت نفسه على الأمن والاستقرار.
واختتم الدكتور طارق فهمي، حديثه بالتأكيد على أهمية التريث وإعمال العقل عند التعاطي مع هذه القضايا المعقدة، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة قد تحمل مزيدًا من المفاجآت والتغيّرات، داعيًا إلى إدراك أن ما يحدث اليوم ليس سوى بداية لمرحلة جديدة من الترتيبات السياسية في القرن الأفريقي، تستوجب قراءة دقيقة وحذرًا في اتخاذ المواقف.


































