أعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات حصول شركات المحمول على تراخيص الجيل الخامس بقيمة 675 مليون دولار لصالح الخزانة العامة للدولة.

في هذا السياق، عدد خبراء الاتصالات والاقتصاد المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية من تشغيل مصر لخدمات الجيل الخامس، مؤكدين أن طرحها جاء في توقيت مناسب وجيد ويرفع من قدرات مصر التنافسية.

وأوضح الخبراء، أن مكاسب الجيل الخامس كبيرة ومتعددة منها ما سيخدم الاقتصاد المصري والمواطن والدولة متوقعين ان يشهد سوق الاتصالات المصري ضخ استثمارات جديدة تقدر بنحو 100 مليار جنيه خلال العامين المقبلين.

وأشار الخبراء أن الجيل الخامس سيخلق فرص عمل جديدة ويعظم من تنافسية ترتيب مصر في المؤشرات الدولية مما يؤدي إلي جذب المستثمرين للتواجد في مصر موضحا أن الجيل الخامس سيؤدي إلي نحسن كبير في الخدمات الصحية والتعليم والزراعة والصناعة سيفتح آفاق جديد للبحث والتطوير والابتكار والإبداع.

بداية، قال الدكتور حمدي الليثي رئيس شعبة الاتصالات، إن دخول مصر تطبيقات الجيل الخامس كان متوقعًا وجاء في توقيت مناسب، موضحًا أن توقيع 4 شركات محمول علي رخص الجيل الخامس في مصر بقيمة 675 مليون دولار عائدات بيع التراخيص ستدخل للخزانة العامة للدولة وهذا سيؤدي إلي سيولة دولارية وزيادة مشاركة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.

وأكد 'الليثي' في تصريحات خاصة لـ'الدستور' أن تفعيل تطبيقات الجيل الخامس ستمكن القطاع الحكومي والخاص من تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين وأبرزها الخدمات الصحية والتعليم والزراعة والري والصناعة والنقل، موضحًا أن سرعات الإنترنت ستتضاعف عشرات المرات بعد تشغيل هذه التقنيات وتصل سرعات الإنترنت إلى 10 جيجا بيت في الثانية.

وأوضح 'الليثي' أن أبرز المكاسب التي ستعود على المواطن إمكانية تقديم خدمات عالية الجودة في المناطق النائية والقري البعيدة منها مشروع مراكز الكشف والتشخيص عن بعد والتي تساعد في فحص المريض وتشخيص الأمراض مبكرًا عن بعد حيث يجري إنشاء نحو 500 مركز ضمن المبادرة الرئاسية 'حياة كريمة'، تم الانتهاء من 300 مركز منها للتيسير علي المواطنين والأسر الفقيرة ومحدودية الدخل بالمحافظات بعد ربط الوحدات الصحية بالقرية والنجوع بالمستشفيات الكبيرة ويتلقي الدكتور الاستشاري صور دقيقة عن الحالات وتوصيفها بدون عناء السفر والانتقال الي عواصم المدن والقاهرة حيث يسمح الحيل الخامس بتقنيات عالية الجودة في هذا الشأن.

وأضاف رئيس شعبة الاتصالات، أن الجيل الخامس سيفتح آفاق جديدة لتوفير وظائف وفرص عمل للشباب ويساعد في تقديم مزيد من التطبيقات والخدمات الرقمية، مشيرًا إلى أن هذه السرعات ستؤدي إلى تطوير كبير في مرافق النقل والمواصلات مثل القطارات والمترو وخدمات الطيران والسفر والسياحة.

في نفس السياق، قال الدكتور أحمد معطي الخبير الاقتصادي، إن هناك عدة مكاسب للجيل الخامس للمحمول أولها دخول حصيلة دولارية للخزانة العامة للدولة بقيمة 675 مليون دولار ثمن التراخيص في توقيت مهم ستدعم السيولة النقدية الدولارية لمصر موضحا أن هذه الأموال ستأتي من خارج مصر من المستثمرين الدوليين بهذه الشركات العالمية.

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ'الدستور' أن تشغيل خدمات الجيل الخامس سيؤدي إلى زيادة جاذبية مصر أمام المستثمرين، حيث أن توفير سرعات انترنت عالية جزء أساسي من استثمارات عدة قطاعات منها خدمات التعهيد والكول سنتر والخدمات المالية والبنوك الرقمية والتطبيقات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الخدمات.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن تشغيل خدمات الجيل الخامس سيؤدي إلى رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين ودعم الحكومة في تطوير الخدمات واستكمال مشروعات التحول الرقمي في جميع قطاعات الدولة.

وقال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن إطلاق خدمات الجيل الخامس للتليفون المحمول بمنح تراخيص تشغيل الجيل الخامس لشركات الاتصالات العاملة في مصر، يحقق الكثير من المكاسب للاقتصاد المصري في كافة القطاعات أهمها تحسين ترتيب مصر بالمؤشرات الدولية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتعزيز البنية الرقمية الدولية، وذلك لما تتميز به شبكات الجيل الخامس من سرعات فائقة تسهم في تسريع عملية التحول الرقمي التي تنفذها الدولة، إضافة لدورها في تعزيز خدمات إنترنت الأشياء وهو عبارة عن ثورة تقنية صاعدة يسمح للأجهزة بالتواصل مع بعضها من خلال شبكة الانترنت لاستقبال المعلومات ثم إعطاء أوامر للأجهزة الأخرى بتنفيذ المطلوب منها وهو من أهم ركائز الثورة الصناعية يعزز تقديم الخدمات الرقمية في جميع القطاعات والمؤسسات المختلفة بالدولة.

أوضح 'غراب'، أن شبكات الجيل الخامس يلحق بركب التطور التكنولوجي العالمي وهي شبكات مصممة لربط كل شئ معا حتى الأجهزة والآلات والماكينات بالمصانع والمستشفيات والمزارع والأشياء، ما يخلق قيمة في الصناعات والمجتمع ككل، موضحا أنه على سبيل المثال في المستشفيات سيتم استخدام تكنولوجيا الانترنت في تشغيل الاجهزة عن بعد ومراقبة المرضى وسيارات الإسعاف الذكية التي تتواصل مع الأطباء في التوقيت الفعلي، إضافة لربط أجهزة المصانع مع بعضها والتحكم بها من خلال أجهزة الاستشعار، أيضا المحافظ الرقمية عن طريق ربط الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى وإنشاء معاملات مالية رقمية سلسلة.

ولفت 'غراب'، إلى أن من مكاسب إطلاق شبكات الجيل الخامس في مصر جذب استثمارات جديدة للسوق المصري وتشجيع الشركات العالمية للاستثمار في مصر، مؤكدا أن خدمات الجيل الخامس مرتبطة بكافة التطبيقات والحلول الرقمية بجميع القطاعات والمؤسسات ولذلك لها تأثير مباشر على تحفيز مناخ وجذب الاستثمارات، إضافة إلى أهميته في تطوير كافة الخدمات الإلكترونية الحكومية المقدمة للمواطنين وتيسير الحصول على الخدمة من المنزل ما سيؤدي لتغيرات كبيرة في كفاءة وعمل الجهاز الإداري بالدولة، إضافة لتأثيره الإيجابي على تحسين جودة خدمات الاتصالات بمصر والتحول الرقمي والشمول المالي.

وأشار إلى أن تكنولوجيا الجيل الخامس قدرت دراسة صادرة عن مؤسسة أكسفورد إيكونوميك أنها تسهم في زيادة إنتاجية الشركات من خلال تقليل التكلفة والوقت والجهد وتدعم مرونة العمل، ومن المتوقع أن تساهم بـ 1.1% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2030، موضحا أن تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس تتميز بإمكانات اقتصادية كبيرة ما يسرع من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما ستسهم في دفع عملية النمو عن طريق تمكين مجموعة كبيرة من الصناعات ومن المتوقع أن تساهم في الناتج الاقتصادي العالمي بنحو 13.1 تريليون دولار في عام 2035، وتوفير 22.8 مليون فرصة عمل جديدة.