اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
في ما يلي الرسالة التي أوصى بها السجين راشد الخياري محاميه سمير بن عمر لنشرها للعموم ومرض السرطان ينهش جسده دون تتبع طبي:
'أنشر اليوم هذه الرسالة التي تسلمتها من سجين الرأي راشد الخياري حين أطلق سراحه يوم 29 أوت 2024 . سلمني هاته الرسالة لأنه كان يشعر بأنه سيعيدونه الى السجن و طلب نشرها في صورة اعادة اعتقاله . رسالة في شكل نداء أو صرخة مدمية للقلوب و موجهة لأصحاب الضمائر الحية :
'ليتني كنت لصا او سارقا
نعم ليتني كذلك كنت ، أنا راشد الخياري الذي أقبع في غياهب السجون منذ ثلاث سنوات دون ذنب او جريرة، لعل جريمتي الوحيدة اني دافعت عن 30 فتاة من فاقدات البصر تعرضن للاغتصاب في مدرسة حكومية فقضوا بسجني 6 اشهر لأني دافعت عنهن ، ثم شهرين سجنا في قضية مشابهة تعرض خلالها اطفال السنة الأولى بمنطقة حي سلتان للتحرش ، وحين انتصرت لهؤلاء الاطفال سجنوني ظلما . لم يكفهم كل ذلك حيث قضوا بسجني لعام كامل بتهمة ' المشاركة في محاولة إخفاء نفسي حين كنت في حالة فرار . تخيلوا أنهم سجنوني عاما كاملا بتلك التهمة الغير مسبوقة في تاريخ تونس ….. !!!! . ثم توالت القضايا والأحكام ضدي في تهمة متكررة وهي 'الإساءة للغير عبر الشبكات الاجتماعية ' ، جلها كان فحواها مقالات صحفية وتدوينات فيسبوكية تعود لـ6 سنوات خلت. ثم حلَت الطامة الكبرى بنهش الأورام السرطانية منطقة الصدر من جسدي ، وكأنَ كل هذا لم يكفهم لإطلاق سراحي ، وانا ذنبي الوحيد أني قمت بواجبي كصحفي وكنائب شعب في الدفاع عن المستضعفين والمظلومين في كل ربوع هذه البقعة من العالم . فأنا منذ 3 سنوات أقبع في زنزانة أعاني ويلات مرض فتاك منعني النوم ليلا ونهارًا ، ولعل الوجع الأكبر أيضا أنه في كل مناسبة يصدر عفو رئاسي عن المساجين ، أرى أمام ناظري اللص و السارق و تاجر المخدرات معي في ذات الزنزانة يتم الحط لهم جميعا بنصف مدة حكمهم و اطلاق سراحهم بينما أنا سجين الكلمة والدفاع عن المظلومين وسجن القيام بالواجب لا يتم ادراج اسمی مطلقا في اي عفو ولا يتم الحط لي في أحكامي ولو بيوم واحد … !!!! فليتني كنت لصا او سارقا أو مجرما لانال کرم هاته الدولة التي تواصل سجني دون ذنب افترفت أو جريمة إرتكبت . فاني بعد الله عز وجل اناشد أحرار تونس والعالم وشرفاء هاته الدولة التدخل لإطلاق سراحي حتى أتمكن من علاج مرضي الفتاك والقاتل قبل فوات الآوان وقبل حصول الفاجعة . ارجو من كل محب للحق ولكل كاره للظلم والبغي أن يساندني في محنتي هذه والتي فاقت في تفاصيلها ما تقدرالجبال والأراضين على حمله.
والسلام عليكم'.