اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
الفروق بين القنبلة النووية والمفاعل النووي ومنشآت التخصيب، والتداعيات البيئية لكل منها، وما الذي يجب على الناس فعله في حال حدوث تسرب أو حادث نووي، هو ما يكشفه حوار صدى البلد مع الدكتور علي عبده، أستاذ الهندسة النووية السابق بجامعات بنسلفانيا وزويل وكانساس، وهو أحد أبرز المتخصصين العرب في هذا المجال.
القنبلة النووية مصممة لإحداث انفجار مدمر عبر تفاعل نووي متسلسل غير مسيطر عليه، ينتج حرارة وضغطًا هائلين. أما المفاعل النووي فهو يستخدم تفاعلات نووية مضبوطة لتوليد الكهرباء، ولا يمكنه الانفجار بالطريقة التي تنفجر بها القنابل النووية.
أما منشآت التخصيب، فهي مصانع لتحسين نسبة نظير اليورانيوم-235 في اليورانيوم الطبيعي، وهذه العملية قد تُستخدم لتغذية المفاعلات أو - في حالات نادرة وعالية التخصيب - لأغراض عسكرية.
لا على الإطلاق. المفاعل لا ينفجر نوويًا مثل القنبلة. لكنه قد يتعرض لـ تسرب إشعاعي خطير إذا أصيبت أنظمة التبريد أو تم تدمير قلب المفاعل. يشبه ذلك ما حدث في تشيرنوبيل عام 1986 أو فوكوشيما في 2011، حيث وقع تلوث إشعاعي واسع النطاق، لكنه لم يكن انفجارًا نوويًا.
منشآت التخصيب لا تنفجر، لكنها تحتوي على غاز سادس فلوريد اليورانيوم (UF6)، وهو سُمّي وإشعاعي. إذا ما تم تدمير أجهزة الطرد المركزي، قد ينتج تلوث كيميائي موضعي، لكنه ليس بمستوى كارثة نووية. المخاوف الحقيقية تظهر فقط إذا حدث استهداف مباشر لمفاعل أثناء تشغيله.
بالتأكيد. القنبلة تُسبب تدميرًا فوريًا وواسعًا، وتخلف وراءها تلوثًا إشعاعيًا طويل الأمد يمتد لعشرات الكيلومترات، فضلًا عن أمراض سرطانية وتشوهات. أما في حالة تسرب من مفاعل أو منشأة تخصيب، فالمخاطر تتوقف على كمية المواد المشعة المتسربة واتجاه الرياح، لكنها لا تصل لدموية القنبلة.
هو ما يتبقى بعد التخصيب، ويحتوي على نسبة منخفضة من U-235. يُستخدم في الذخائر الخارقة للدروع والدروع الثقيلة للدبابات، وهو سام كيميائيًا رغم أنه أقل إشعاعًا من اليورانيوم الطبيعي.
لا يمكن تمييزها كيميائيًا، بل فقط فيزيائيًا باستخدام فرق الكتلة، خصوصًا عبر تقنية الطرد المركزي، وهي أكثر الطرق استخدامًا اليوم. هناك طرق أخرى مثل الانتشار الغازي أو الليزر، لكنها أقل شيوعًا.
هناك مبدأ مهم في علم الوقاية الإشعاعية يُدعى ALARA، ويعني تقليل التعرض قدر المستطاع عبر:
1. الابتعاد عن المصدر (المسافة)
2. تقليل زمن التعرض (الزمن)
3. الاختباء خلف حواجز مناسبة (الوقاية)
وإذا وقع الحادث وأنت في الخارج:
ادخل فورًا إلى مبنى محكم الإغلاق
أغلق النوافذ والتكييف
لا تلمس الغبار أو الأجسام المكشوفة
اغسل جسمك جيدًا إذا شككت في تعرضك للإشعاع
وتابع التعليمات الرسمية عبر الراديو أو الهاتف
نعم، تُستخدم لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، لكنها لا تؤخذ إلا بتوجيهات رسمية. استخدامها العشوائي قد يضر أكثر مما ينفع.
أخيرًا، ما رسالتك للجمهور العربي وسط هذا التوتر الإقليمي؟
رسالتي هي عدم الانسياق وراء الإشاعات والتهويل على وسائل التواصل، والاستماع فقط لمصادر موثوقة. كذلك، فهم العلوم النووية ضرورة لتمييز ما هو علمي من المضلل. العلم هو الحصن الأول أمام الخوف والذعر الجماعي.