غدًا، تنطفئ شمعة 2024، كانت 366 يومًا من المفارقات والتناقضات، شأنها شأن كل أيام العمر، ولكن من باب التذكرة ليس إلا، نحاول أن نسطر قليلا من الحواديت الدرامية التي عاشها أهل الفن في بلادنا، وكانت مادة خصبة وملهمة للقائمين على الإعلام والسوشيال ميديا، وكأن ذاك الكائن الجهنمي الجديد المدعو 'تريند' كان يتلصص وينظر من ثقب الباب، بل ويسترق السمع، انتظارًا لأي هفوة، أو التفاتة، أو حتى رمشة عين يرمقها أحد النجوم، ولا يلقي لها بالا، فإذا بها تحمله إلى صدارة المشهد، دون أن يبذل أي مجهود!

'الأسماء تصنع الأخبار' تلك القاعدة الشهيرة في دنيا الصحافة، واتسعت دائرتها باتساع العالم الموازي الذي لا يغمض له جفن طيلة '24' ساعة، ولعل 2024 كانت الأكثر غرابة، وإدهاشًا للجمهور، من فرط لا معقولية الأحداث التي طالت الفنانين بعيدا عن مواقع تصويرهم، وبعيدا، أيضا، عن استديوهات الغناء، ففي حفل زفاف ابنة المنتج محمد السعدي، فوجئ 'المعازيم' بالهضبة عمرو دياب 'يصفع' شابا حاول الاقتراب منه، والتصوير معه، مما أثار جدلا واسعا، أسهم في إشعاله انتشار فيديو 'الصفع' عبر السوشيال ميديا، وترددت أصداء الصفعة عبر أروقة المحاكم، من يونيو، حتى ديسمبر الجاري، لتنتهي بصدور حكم قضائي بالتعويض لصالح 'المصفوع'.

لم ينته مسلسل الصفعات في 2024 عند هذا الحد، وإنما تصدر الفنان محمد رمضان، صدارة مشهد 'صفعة أخرى' منه على خد أحد معجبيه، في الساحل الشمالي، بعد 'وصلة استظراف' تعرّض لها رمضان، أتبعها بمقطع فيديو يعتذر للشاب عما بدر منه، وبالطبع لم تنتهِ سلسلة مفارقات 'رمضان' في 2024، ودخل في فاصل من 'التلقيح' والسخرية من الفنان الشاب أحمد بحر الشهير بـ'كزبرة'. وأخيرًا أثارت أحدث أغانيه 'برج الثور، زوبعة من النقد، حيث بدأها مقلدا طريقة كلام الرئيس الراحل أنور السادات، وكان مطلع العام، قد شهد 'جلسة براءة' لـ'رمضان' وقبول 'معارضته' على حكم بحبسه، بتهمة ترويج أخبار كاذبة بشأن 'تجميد أرصدته' في مقطع فيديو بثه منذ عامين!

وكانت 'جنازات النجوم' ساحة اشتباكات، وتابع الملايين 'سيل الشتائم' التي أطلقها أحمد السعدني في جنازة والده، بحق بعض 'المزاحمين'، كما تابعوا انفعال الفنان أحمد عبد العزيز على أحد معجبيه من 'ذوي الهمم'، في جنازة شيرين سيف النصر، ثم تقديمه اعتذارًا عبر 'فيسبوك'، وكانت المستشفيات ساحة للأزمات، أيضًا، في 2024، بعد واقعة 'اشتباك لفظي' للفنان تامر ضيائي مع أحد موظفي الأمن بمستشفى للأورام، سقط الفنان على أثرها مغشيا عليه، وسرعان ما فارق الحياة، بشكل دراماتيكي مأسوي، وفي أحد مستشفيات عين شمس حدث اشتباك بالأيدي بين المطرب محمد فؤاد وأحد الأطباء، وتطورت الأزمة إلى النيابة، ثم انتهى الأمر بالصلح، في الوقت نفسه، انتشر مقطع فيديو للفنان حميد الشاعري من داخل صالون حلاقة بالتجمع الخامس، يظهر فيه وهو يرمي النقود على الأرض ويغادر بعصبية، كما تصدّر مغني الراب ويجز، تريند الأزمات، بعد نشره مقطع فيديو عبر أنستجرام، وهو يسخر من المطرب رامي صبري، وكان الأخير قد بدأ بـ التهكم على أسلوب 'ويجز' في الغناء، ودخلت زوجة صبري على خط المعركة، واصفة ويجز بأنه غير موجود على الخريطة الفنية!!

وإذا ذُكرت الأزمات، فلا بد أن تُذكر المطربة شيرين عبد الوهاب، التي أبدعت في 2024 خناقات ومشاكل، بداية من محاضر الشرطة ضد زوجها الملحن حسام حبيب، وإعلان طلاقهما أكثر من مرة، مرورًا بمعاركها مع شقيقها وكَيْل الاتهامات له بـإفساد حياتها، ثم صراعها مع محاميها، وأزمة تعاقدها مع شركة إنتاج خليجية، وانتهت 2024، بـ'زلة لسان' غير لائقة عن الملحن الراحل محمد رحيم: وصفت شيرين ألحانه بأنها سيئة جارية، خلال حفلها الأخير بالكويت.

في 2024، تصدّر بعض الفنانين صفحات الحوادث، ودخلوا ساحات المحاكم، كـمتهمين، منهم المخرج عمر زهران، الذي صدر ضده حكم بالسجن، على خلفية اتهامه بسرقة مجوهرات زوجة المخرج خالد يوسف.

وكانت المخدرات سببا مباشرا في دخول السجن، لكل من المطربين سعد الصغير وعصام صاصا، وصدور حكم غيابي بسجن مؤدي المهرجانات مجدي شطة، والقبض على الممثل الشاب هيثم محمد لحيازته هيروين، بينما قضت محكمة اقتصادية بتغريم الفنانة ميار الببلاوي مبلغا ماليا في واقعة سب وقذف أحد المشايخ. ومن ظلال الماضي، قضت محكمة جنح قصر النيل، خلال 2024، ببراءة 'جيهان' شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني، من تهمة إشاعة أخبار كاذبة، حول زواج السندريللا من العندليب عبد الحليم حافظ.

وأشارت 2024 بأصابع الاتهام لـ'الذكاء الاصطناعي'، بعد تقديم المطرب اللبناني راغب علامة بلاغا للتحقيق في تسريب صوتي منسوب إليه حول واقعة رحيل زعيم حزب الله حسن نصر الله، وأكد 'علامة' أن صوته تم تقليده بتقنية الذكاء الاصطناعي، لتحقيق أغراض مشبوهة.

كما ظهرت 'الجرائم الإلكترونية' في المشهد، مع تقديم المطربة أنغام، بلاغًا لوزارة الداخلية ضد أحد متابعي منصة 'إكس' تتهمه بالترويج لمعلومات مزيفة تسيء إليها، والادعاء بأنها تقود 'حملات إلكترونية' للنيل من شيرين عبد الوهاب، وكانت ابنة شيرين آخر ضحايا 'ابتزاز إلكتروني' من أحد 'الهاكرز'، بينما قرر الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي 'فيلم مفبرك' عبر 'يوتيوب'، بعنوان 'شهوة جسد' بطولة الفنانة رانيا يوسف، وكان النقيب قد خاض عدة حروب شرسة خلال العام، ضد 'البلوجرز' الذين تسللوا للتمثيل من 'بوابات خلفية'، وكيانات غير متخصصة تروج لـ'ورش التمثيل'، وبعض 'مكاتب الكاستنج'، كما خاض معركة قضائية مع أحد النقاد بسبب كتابة الأخير مقالا يهاجم أداء زوجته الفنانة روجينا!

وقبل عصر السوشيال ميديا، كان النجوم 'نجومًا' بالمعنى الحرفي، بعيدين بُعد السماء عن جمهورهم، أما الآن، وباقتراب الصورة لأقصى 'زووم'، زادت 'الاحتكاكات' بين الفنانين ومعجبيهم، وتراشق الطرفان بالألفاظ في تعليقات متبادلة، وانفلتت 'هفوات النجوم' في لحظات الغفلة، كما زادت خناقات الفنانين مع زملائهم في الوسط، ولجأ بعضهم إلى 'التلقيح' عبر حسابات السوشيال ميديا، مما نال من قدر الفنانين ووضعهم في أحجامهم الحقيقية كـ'بشر'، بعد أن كان الجمهور في الماضي يتصور أنهم من 'طينة أخرى'، و'ليسوا بشرا عاديين مثلنا'، لدرجة دفعت الفنان الشاب ميدو عادل، لإطلاق أحدث أمنياته للعام الجديد بأن تشهد 2025 'إغلاق السوشيال ميديا'، بعد أن أرهقت النجوم ومتابعيهم، ومن المعروف أن لـ'عادل' خناقة كبرى مع الفنانة لقاء سويدان، كانت حديث السوشيال ميديا، وصلت إلى حد 'الصفع' أيضًا!!