فيما لا يزال أهالي العاصمة صنعاء يلملمون جراح العدوان الإسرائيلي الأخير، يواجه الضحايا وذووهم غيابًا كاملًا لأي حضور أو دعم من حكومة الانقلاب الحوثية. فبينما اكتفت سلطات الميليشيات عبر ما تُسمى وزارة الصحة بإحصاء الأعداد وإصدار بيانات سياسية، تُرك المدنيون لمصيرهم في مواجهة الكارثة بمفردهم.

حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 216 بين قتيل وجريح، وفق بيان وزارة الصحة الحوثية غير المعترف بها، بينهم 11 قتيلًا من ضمنهم أربعة أطفال وامرأتان، إضافة إلى 205 جرحى، بينهم 63 طفلًا و37 امرأة. ومع ذلك، لم تُسجّل أي مبادرات لمساعدة المصابين أو تقديم دعم حقيقي للأسر المكلومة.

مصادر محلية أكدت لـ'المشهد اليمني' أن سلطات الحوثيين تعاملت ببرود مع عمليات الإنقاذ، بل إن بعض الضحايا تُركوا تحت الأنقاض ساعات طويلة، في مشهد يراه مراقبون انعكاسًا لرغبة الميليشيات في تضخيم أعداد الضحايا لاستخدامهم كورقة في خطابها السياسي والإعلامي.

وأشارت المصادر إلى أن الجرحى الذين هرع مواطنون وفرق إسعاف مدنية لإنقاذهم، تعرضوا لإهمال واضح داخل المستشفيات التي تديرها سلطات الحوثي، والتي اكتفت بتوثيق الأرقام دون اتخاذ إجراءات إسعافية جدية.

بهذا، يجد ضحايا الغارات الإسرائيلية أنفسهم بين نيرانين: عدوان صهيوني قاتل، ومليشيات انقلابية تتعامل معهم كأرقام في بيانات دعائية، لا كأرواح ودماء تستحق الرعاية والإنقاذ.

77.235.62.132