كتب- نشأت علي:

قال المهندس عبد السلام الجبلي، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، إن إعداد خطة طويلة المدى بشأن سوق العمالة على المستويين المحلي والخارجي يمثل أهمية كبيرة؛ بهدف الاستفادة من الموارد البشرية بفكر مختلف، من خلال الإيمان أولًا بامتلاكنا ثروة بشرية.

جاء ذلك خلال كلمة الجبلي بالجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الأحد، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق؛ لمناقشة عدد من طلبات المناقشة العامة الموجهة لوزير العمل، منها الطلب المقدم من النائب أحمد القناوي، وأكثر من عشرين عضوًا، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن جهود وزارة العمل والمكاتب المهنية التابعة لها في ملف حماية ومكافحة الهجرة غير الشرعية وخلق فرص عمل للشباب من خلال تنمية المهارات ومتطلبات سوق العمل المستقبلية والقوى العاملة التنافسية، والطلب المقدم من النائب إيهاب وهبة، عضو مجلس الشيوخ، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن تحسين بيئة العمل وتوفير فرص عمل مناسبة وتحفيز التشغيل الحر والقضاء على البطالة.

وقال الجبلي: نريد خطة تساعد الأجيال القادمة في الحصول على فرص عمل مناسبة، وذلك من خلال التفكير بأسلوب مختلف عن الماضي، حيث كانت الدولة تتولى مسؤولية تعيين الخريجين بمختلف مؤهلاتهم؛ ولكن الآن الوضع أصبح مختلفًا، نظرًا لاختلاف سوق العمل داخليًّا وخارجيًّا، وأصبح يتطلب مهارات معينة، مستشهدًا بتجارب عدد من الدول في ذلك المجال؛ مثل الصين التي كانت تعاني البطالة وأصبحت الآن تستورد عمالة من الخارج.

وأضاف رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ أن الدولة تنفق على التعليم كثيرًا، وكذلك الأسر المصرية تنفق كثيرًا على تعليم أبنائها، داعيًا إلى تنظيم الاستفادة من ذلك التعليم بشكل جماعي في تحقيق المهارات المطلوبة في سوق العمل، وذلك من خلال دراسة فرص العمل المتاحة داخليًّا وخارجيًّا أولًا، ثم إعداد خطة التعليم المناسبة لها.

وأشار الجبلي إلى أن ذلك الأمر لا يتعلق بوزارة العمل فقط، وإنما يتطلب مجموعة عمل متكاملة من الوزارات والجهات المعنية؛ لبحث ودراسة المهارات المطلوب، مثل اللغات وغيرها من التي تحتاج إليها الدول التي لديها عجز في العمالة ويمكن الاستفادة من ذلك.

وأيد النائبَ في ذلك المستشارُ عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، مؤكدًا أهمية تدريب وتأهيل العمالة بالفعل، مستشهدًا بالعامل الزراعي الذي يحتاج إلى تأهيل وتدريب، قائلًا: العامل الزراعي الماهر أصبح عملة نادرة، وفي نفس الوقت أصبح المقابل جيدًا، ولكن تبقى فكرة التأهيل والتوعية بأن ذلك العمل لا يقل أهمية عن أي عمل آخر؛ نظرًا لأن هناك مَن يرفض العمل في ذلك المجال على اعتبار أنه غير مناسب، وذلك بسبب أنه غير مهيأ للعمل بذلك المجال، وهو ما نريد تغييره.

وأوضح النائب عبد السلام الجبلي أن تلك المشكلة متكررة في مختلف القطاعات؛ سواء الصناعة أو السياحة وغيرهما، متابعًا: الفرص موجودة؛ ولكن لا بد من الإعداد والتجهيز لها، وإعداد خطة للاحتياجات.

وأضاف الجبلي: على سبيل المثال المجال الزراعي أصبح مختلفًا بالفعل عن الماضي؛ نظرًا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة به والمعدات والآلات التي لم تكن موجودة بالماضي، ما يتطلب التوسع في المدارس التكنولوجية الزراعية؛ لتأهيل العمالة الزراعية.