مع أول ظهور لشعاع الضوء في السماء ليعلن بدء يوم جديد، يصطحب العمال مناجلهم الزراعية ووجبات الفطار ليتوجهوا إلى مكان عملهم في أراضي محاصيل قصب السكر حتى يتمكنوا من 'الكسر' وتحميل الكميات على الجرار الزراعي ليتحرك في طريقة إلى التوريد بمصانع السكر بداية من العاشرة صباحًا ويعود مره أخرى ليستكملوا أعمالهم قبل حلول الظهيرة.

أجرت 'الدستور' معايشة مع المزارعين في موسم 'كسر' محصول قصب السكر بأحد الأراضي الزراعية بقرية أبو سمبل بمركز نصر النوبة شمال محافظة أسوان.

فرحة وغناء وضحكات تملأ وجوه العمال داخل الأرض الزراعية أثناء وقت عملهم في كسر محصول قصب السكر، ونلاحظ تجمعهم في نفس محيط الجرار الزراعي ليتم تحميل المحصول مباشرة بعد تجميع أعواد قصب السكر لينتقلوا إلى باقي الأجزاء وهكذا حتى يتمكنوا من الانتهاء من الأفدنة الزراعية المخصصة للعمل.

يقول الحاج عمر مدنى، مالك أحد الأراضي الزراعية بقرية أبوسمبل التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، إن موسم حصاد قصب السكر يعد فرحة وخير لجميع المزارعين، حيث أنه يبدأ من شهر يناير حتى مايو كل عام، إلا أن هذا الموسم سوف ينتهي سريعًا عن السابق.

وأضاف لـ'الدستور' أنه قبل الحصاد تكون هناك تعليمات من شركة السكر بقطع مياه الشرب ويطلق عليها 'فطم' عن محصول قصب السكر لمدة 60 يومًا، حيث أنها تهدف لارتفاع نسبة السكر فيه بعد قطع المياه عنه، بجانب أنها تمكن المزارع من دخول الأرض الزراعية وحصاد المحصول بسهولة أكثر بعد جفاف المياه.

وأوضح أن بعدها يبدأ الحصاد والمعروف باسم 'الكسر' حيث يجمع العماله ويتجه للأرض الزراعية بعد صلاة الفجر للكسر وتحميل الكميات على الجرار الزراعي ليتم نقلها وتوريدها إلى مصنع السكر بمركز كوم أمبو المجاور لهم، ويبدأ الموعد من العاشرة صباحًا ويستمر في التوريد من الأرض الزراعية حتى الفترة المسائية نظرًا لأن المصنع يعمل على مدار الساعة.

وأشار إلى أن طن محصول القصب يبلغ ثمنه 2500 جنيه، وينتج من مساحة أرض تصل إلى 10 أفدنة، وتزامنًا مع موسم كسر القصب يتم توفير فرصة عمالة يومية لشباب القرية، حيث أن حصاد الفدان الواحد يحتاج 5 أفراد عمالة، والـ5 أفدنة تحتاج 20 عاملًا حتي يتمكنوا من كسر محصول القصب وتحميله.

وتابع لـ'الدستور' أنه يتم الانتهاء من كسر القصب على حسب تعليمات مصنع السكر، حيث يتم تحميل نقلة أو اثنتين من محصول قصب السكر بشكل يومي يتراوح حمولاتها من 10 لـ15 طن يتم تحميلها ونقلها إلى المصنع، موضحًا أن الفدان الواحد من المحصول يحقق 50 طنًا وعلى مدار 40 يومًا يتمكن من انتهاء كسر المحصول بالكامل داخل أرضه.

ولفت إلى أنه يتم كسر القصب بنظام الأجزاء داخل الأرض الزراعية وتحميل المحصول أولًا بأول على الجرار الذي يتحرك في مكان تواجد الكسر، مشيرًا إلى أن محصول قصب السكر من المحاصيل المجدية للمزارع والتي تعود بالنفع عليه بشكل كبير لأنه اقتصاد دولة.

واستكمل أن القش الذى يكون فى محصول قصب السكر يتم اعادة تدويره واستخدامه مره أخرى، حيث يتم صناعته كعلف للمواشى، وهناك بعض الأشخاص الذين يستخدمونه في تغطية أسقف منازلهم أيضًا.