توفي الخميس رجل الأعمال اليمني المعروف أبو بكر عمر بازرعة، مؤسس مجموعة بازرعة التجارية والاستثمارية، عن عمر ناهز 95 عامًا في العاصمة الأردنية عمّان، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميادين الاقتصاد والعمل التنموي والاجتماعي.

وأكدت مصادر مقربة من العائلة نبأ الوفاة، مشيرة إلى أن الفقيد رحل بعد معاناة مع المرض، وسط حالة من الحزن في الأوساط التجارية والاقتصادية اليمنية والعربية، لما شكّله من نموذج ريادي في بناء الاقتصاد الوطني والمساهمة في دعم التنمية المجتمعية.

وُلد بازرعة في مدينة عدن عام 1930م، وبدأ نشاطه التجاري في خمسينيات القرن الماضي، حين أسس مجموعة بازرعة عام 1956م، التي سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المجموعات التجارية والاستثمارية في اليمن والمنطقة.

وكان بازرعة أول من أدخل سيارات تويوتا إلى اليمن، حيث حصل على الوكالة الحصرية للشركة اليابانية في اليمن عام 1956، عبر شركته 'المركز التجاري للسيارات والمحركات'. كما تولّى لاحقًا وكالة سيارات لكزس، ليكون من أوائل الموزعين الحصريين في الشرق الأوسط.

لم يقتصر نشاط بازرعة على قطاع السيارات، بل توسعت مجموعته لتشمل مجالات عدة، أبرزها: الحديد والصلب، القطاع المصرفي، العقارات، الخدمات التجارية، بالإضافة إلى شراكات إقليمية ودولية في مجالات متعددة.

واستمرت المجموعة، التي تُدار اليوم من قبل الجيل الجديد من العائلة، في أداء دور محوري في النشاط الاقتصادي داخل اليمن وخارجه.

إلى جانب مسيرته التجارية، عُرف أبو بكر بازرعة بمبادراته الإنسانية والتنموية، حيث أسس جمعية بازرعة التنموية الخيرية، التي ساهمت في تمويل مشاريع تعليمية وصحية، ودعمت فئات مجتمعية واسعة في مختلف أنحاء اليمن، خاصة في ظل الظروف التي مرت بها البلاد خلال العقود الأخيرة.

ويُعد أبو بكر بازرعة أحد أبرز وجوه الاقتصاد اليمني الحديث، إذ ساهم بدور ملموس في ربط اليمن بالأسواق العالمية، وفتح آفاق جديدة في مجال الاستثمار في ظل بيئات صعبة وتقلبات سياسية واقتصادية.

ومن المتوقع أن تُقام مراسم التشييع في العاصمة الأردنية عمّان، فيما تتواصل الترتيبات لنقل جثمانه إلى اليمن بناءً على وصيته، بحسب ما أفادت به مصادر عائلية.