أكد الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن ما يُقال في الجلسات الخاصة بين الأفراد يجب أن يبقى سرًا، ولا يجوز شرعًا نقل هذا الكلام إلى الآخرين، مشيرا إلى أن إفشاء الأسرار يمكن أن يتسبب في خلافات واضطرابات في العلاقات الأسرية والاجتماعية.

وشدد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، في تصريح له، على أهمية التصرف المسؤول عند استخدام الهاتف، مشيرا إلى أن فتح مكالمة 'السبيكر'، أو عمل 'سكرين شوت' دون علم الطرف الآخر يُعد خيانة للأمانة، وأن هذا التصرف غير لائق وقد يؤدي إلى نقل معلومات خاصة دون موافقة.

وأضاف أنه يجب احترام الخصوصية في المهن التي تتطلب التعامل مع أسرار الأفراد، مثل الطب والمحاماة، مؤكدا أن الحديث عن عيوب خلقية لمريض أو الكشف عن أسرار موكلك يتعارض مع أخلاقيات المهنة، مشيرا إلى أن إفشاء هذه الأسرار، حتى في أوقات الخلاف، هو تصرف غير مقبول شرعًا وأخلاقيًا.

ونوه بأن الله عز وجل في كتابه الكريم قال: 'ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن تعدلوا' (المائدة: 8)، مما يوجب علينا الحفاظ على الأمانة وعدم إفشاء الأسرار حتى في أوقات النزاع.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى إن أكثر أسباب الطلاق أن يجد الزوج أصدقاءه يعرفون الحديث الذي دار بينه وبين زوجته، وذلك عقب جلسات الفضفضة بين زوجات الأصدقاء.

وأضاف مركز الازهر عبر الفيسبوك: كان النبيُّ ﷺ أسرَّ إلىٰ زوجته السيدة حفصة رضي الله عنها حديثًا، فلما أخبرت به عائشةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا رضي الله عنها، وأطلعه اللهُ علىٰ إفشائها سرَّه، أعلم النبيُّ ﷺ حفصةَ ببعض ما أخبرت به، وأعرض عن إعلامها بعضه تكرُّمًا، فلما أخبرها بما أفشت من الحديث، قالت: مَن أخبركَ هذا؟ قال: «أخبرني به اللهُ العليمُ الخبيرُ، الذي لا تخفى عليه خافية».

قال تعالىٰ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم: 3].

واكمل: غضب رسولُ الله ﷺ، وطلَّق السيدة حفصة، حتىٰ قال له جبريل عليه السلام: «إن الله يُقرئك السلام ويقول لك: راجع حفصة؛ فإنها صوَّامة قوَّامة، وهي زوجتك في الجنة». أخرجه الطبراني في الأوسط.