دعت الحكومة اليمنية إلى دعم دولي حقيقي لتحقيق “معركة ناجزة” تنهي انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدة أن الجماعة تخوض حملة قمع غير مسبوقة ضد المواطنين في مناطق سيطرتها خوفاً من تجدد “الروح السبتمبرية العظيمة” التي تهدد نفوذها.

جاءت هذه الدعوة والتأكيدات على لسان الدكتور عبد الله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، من نيويورك في مقابلة مع قناة العربية، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ربط بين حتمية الحسم العسكري وضرورة حماية مكتسبات ثورة 26 سبتمبر.

وأكد العليمي أن اليمن يواجه تحديين أساسيين هما “إنهاء الميليشيا الحوثي وانقلابها وتحدي التعافي الاقتصادي والخدمي”. وفي سبيل تجاوز سنوات الاستنزاف والمعاناة، شدد على أن الشرعية لا تسعى لمعارك متقطعة، بل تهدف إلى إنجاز “معركة ناجزة” وحاسمة.

وأوضح العليمي أن تحقيق هذا الهدف يتطلب “تنسيقاً واضحاً ومحدداً ومرتباً” بين القوات العسكرية البرية اليمنية والتحالف الإقليمي، والأهم من ذلك، “وجود دعم حقيقي دولي” يضمن عدم استمرار الصراع لسنوات أخرى، وينهي الحكم “العصبوي” الحوثي الذي بات يهدد الإقليم والعالم.

ورداً على تساؤلات حول دعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لتأسيس تحالف دولي لوقف تهديد الحوثي للبحر الأحمر، أوضح العليمي أن الدعوة تهدف إلى إشراك المجتمع الدولي على نطاق أوسع، نظراً لتطور طبيعة التهديد الحوثي.

وطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب تحالف دعم الشرعية والشعب اليمني لإنهاء هذا الخطر، لافتاً إلى أن إيران “إلى هذه اللحظة تمد الحوثي بالسلاح”. مستذكراً ضبط سفينة محملة بالأسلحة الإيرانية مؤخراً.

الحوثي يخاف الروح الجمهورية واستعادة صنعاء

في سياق الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر، التي حررت اليمن من “عهد الظلام والإمامة”، أشار العليمي إلى أن جماعة الحوثي تخشى بشكل عميق من تجدد الوعي الجمهوري.

وأكد العليمي أن حملات الاعتقالات والاختطافات التي تشنها جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها، والتي جعلت جميع المواطنين هناك “رهائن”، نابعة من خوفها الشديد. فالحوثي “يخاف من الروح السبتمبرية العظيمة” ويخاف “استعادة صنعاء عاصمة لسبتمبر”، كما يخاف من “الروح الجمهورية” التي تظهر موقفا موحدا ضد خصمها.

واعتبر عضو مجلس القيادة الرئاسي أن هذه المخاوف تؤكد أن الحوثي يمثل امتداداً لنظام الإمامة البائد، وقد تحول اليوم إلى “تنظيم إرهابي عابر للحدود” يستمد دعمه وسلاحه من إيران ويهدد الملاحة الدولية.

وفي خضم هذه التحديات، رحبت الشرعية بجهود توحيد الصف، مشيرة إلى أن الهدف هو تحقيق “اصطفاف وطني عريض” يواجه الخطر الحوثي.

وحذر العليمي من أن أي جهود تشتت الصف، أو أي صراعات جانبية، تُعد بمثابة “طوق نجاة للحوثي”. مشدداً على أن الأولوية اليوم يجب أن تكون موحدة وواضحة: إنهاء الانقلاب الحوثي ومواجهة الوضع الاقتصادي المتردي.

أوضح العليمي أن الوفد اليمني يهدف من خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة إلى إيصال “صوت يمني واحد موحد” يعبر عنه مجلس القيادة الرئاسي، مؤكداً للعالم أن اليمنيين يقفون على أرضية صلبة تجاه “هذا الخطر الحوثي الذي ينبغي أن يزال”، حتى يستعيد اليمن أمنه واستقراره.