لم تغب قضايا العرب وأزماتهم عن لقاء القمة الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بل كانت حاضرة وبقوة خلال مباحثات الرئيسين في قمتهما التاريخية التي عقدت في أنقرة. أزمات تنتظر فيها شعوب المنطقة حلولا قادمة من أكبر دولتين في الإقليم الملتهب .. هما مصر وتركيا.

فلسطين، قضية العرب الأولى لم تغب عن قمة أنقرة، فقد أكد الرئيسان المصري والتركي رفضهما للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة والمستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في قطاع غزة، كما أكدا على موقف بلديهما الثابت الداعي لوقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية والممارسات غير الشرعية في القدس الشرقية.

وفي إعلان مشترك، دعت القاهرة وأنقرة المجتمع الدولي لدعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية لرفع ومواجهة القيود الإسرائيلية كما أكدا على دعمهما الثابت للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحق الشرعي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ومساندة الجهود الرامية لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني لما له من أهمية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر القضية الفلسطينية.

الأزمة السودانية والقائمة منذ نحو عام ونصف العام كانت حاضرة أيضا خلال قمة أنقرة، حيث أعرب الرئيسان المصري والتركي عن أسفهما وقلقهما إزاء الصراع الجاري في السودان، مرحبين في ذات الوقت بالمبادرات الخاصة بحل الأزمة السودانية سلميا.

ليبيا كذلك كانت ضمن مباحثات الرئيسين المصري والتركي اللذين أكدا تطلعهما لدعم عملية سياسية بقيادة ليبية خالصة، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار وسيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية ووحدتها السياسية وذلك بعد عقد من الانقسام بين الشرق والغرب الليبي

أما سوريا، فقد أكدت مصر وتركيا على التزامهما المشترك لتحقيق الحل الدائم والشامل للصراع في سوريا، التي عانى أهلها لنحو عقد من ويلات الحروب والصراعات والانقسامات.. أزمات أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى والمصابين وهجرة نحو نصف الشعب السوري إلى خارج البلاد.

بلاد الرافدين كانت ضمن مباحثات الرئيس المصري والتركي، إذ اتفق الرئيسان عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان على أهمية دعم سيادة واستقرار العراق، فضلًا عن دعمهما لجهوده نحو التنمية وإعادة الإعمار بعدما عانى لسنوات طويلة من الإرهاب والتنظيمات الإرهابية.

أمن الصومال واستقراره شدد عليه الرئيسان المصري والتركي اللذان اتفقا على ضرورة الحفاظ على وحدته وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه من قبل دول الجوار.

مصر وتركيا اتفقتا أيضا على أهمية ضمان السلم والأمن والاستقرار في القرن الأفريقي والحفاظ على علاقات حسن الجوار والصداقة، بعد ما شهدته المنطقة من أزمات أثرت على شعوب القرن الأفريقي.

زيارة تاريخية قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا.. زيارة تعول عليها دول عدة في الشرق الأوسط لما تملكه القاهرة وأنقرة من قوة وتأثير بحكم رصديهما السياسي وموقعهما الجغرافي وقوتهما الإقليمية.