قال الدكتور محمد بناية، الخبير المتخصص في الشأن الإيراني، إن الحرب بين إيران وإسرائيل تدار حتى الآن بأساليب تكنولوجية بحتة، دون أي تدخل بري أو اشتباك مباشر على الأرض، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تُمثل 'حرب مسيرات وصواريخ إلكترونية' تعكس تطورًا غير مسبوق في إدارة النزاعات الحديثة.

وأوضح بناية خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن إسرائيل بدأت هجومها باستهداف رئيس إدارة الحرب السيبرانية في الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يكشف إدراكها لأهمية البعد الإلكتروني في المعركة، مضيفًا أن الهجمات الإسرائيلية كانت تستهدف شل قدرة إيران على إدارة المعركة إلكترونيًا، إلا أن الإيرانيين أثبتوا تقدمًا لافتًا في هذا المجال.

ولفت إلى أن إيران تمكنت، خلال عمليتي 'الوعد الصادق 1 و2'، من اختراق منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية إلكترونيًا، ما مهد الطريق لمرور عدد كبير من الصواريخ دون اعتراض، مشيرًا إلى أن هذا التطور لم يكن مفاجئًا، خاصة وأن إيران كانت قد نجحت في وقت سابق في السيطرة على طائرة مسيرة أميركية وإنزالها سليمة، وعرضها لاحقًا في استعراض عسكري.

وأشار المحلل السياسي إلى أن الصواريخ الإيرانية الموجهة إلكترونيًا تمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا التوجيه والاستهداف، مما يجعل اعتراضها أصعب بكثير، وهو ما يفسر حجم الخسائر الفادحة في الداخل الإسرائيلي، رغم عدم ظهورها بشكل واسع في الإعلام العالمي، الذي يتعمد التعتيم على حجم الدمار الحقيقي.

وأضاف بناية أن إيران قد تكون لجأت إلى 'خدعة عسكرية' متقنة، عبر السماح لإسرائيل بكشف بعض نقاط القوة لديها، ليتم توجيه الضربات لاحقًا بدقة ضد المنشآت الإسرائيلية، معتبرًا أن الحرب تدور الآن أيضًا على مستوى إعلامي، حيث تسيطر تل أبيب على المحتوى الإعلامي وتمنع تصوير وتغطية آثار الضربات الإيرانية، وهو ما تمثل في منع قناة الجزيرة من التغطية داخل إسرائيل، وتهديد وزير الدفاع الإسرائيلي للصحفيين المتواجدين هناك.