كتب / وعد أمان

عرفت كرة القدم العدنية على إمتداد تاريخها الطويل ولاكثر من 120‪ عام بعطاء متفرد زاخر لجماليات وفنون هذه اللعبة التي ترصعت طيلة تلك الفترة بنجوم واساطير لازالت الجماهير تتغنى بمشاويرهم الرياضية الإبداعية الحافلة بالإنجازات والامجاد وبالكؤوس والميداليات جيلاً بعد جيل.

وبمناسبة مباراة الديربي العدني التي ستقام يوم غداً بين الغريمين التقليديين وحدة عدن و التلال، الأخضر الفيحاوي والأحمر القادم من القلعة الشهيرة في صيرة عدن، فإن الحديث عن هذا الديربي دائماً ما يكون ذو نكهة خاصة لأن الناديين لهما من تاريخ اللعبة نصيب وان كان التلال قد سبق من نيل نصيبه عن غريمه التقليدي بسنوات فإن الفريقين يعتبران أيقونة الكرة العدنية وإن كانت بعض الأندية الأخرى لها نصيب أيضاً مثل الشعلة وشمسان والميناء والنصر والمنصورة والروضة والجزيرة لكن الديربي العدني يكون الأبرز والاقوى والأكثر جادبية لعشاق الكرة.

لقد مثل الملعب البلدي التاريخي الشهير الذي عرف في العقود اللاحقة بملعب الحبيشي رمزية خاصة لمباريات الديربي العدني فقد احتضنها بزخمها الجماهيري عقود طويلة في مشاهد كروية رياضية لازالت عالقة في الذاكرة بأسمائها اللامعة ونجومها الساطعة وانديتها العريقة، مثل رمزية خاصة لمباريات الديربي وللمباريات الأخرى القوية التي تخوضها الأندية العدنية مع مختلف الأندية الجنوبية القادمة من حضرموت ولحج وأبين وغيرها،

ومن المهم ان يتم الحفاظ على هذه الرمزية التي يتمتع بها هذا الملعب التاريخي لأنه بات احد العوامل الرئيسية لنجاح الديربي العدني بل وللحفاظ على الزخم الجماهيري الذي ينتظر الديربي دائماً وأبداً بكثير من التشويق والانتظار للإستمتاع بخصوصيته التي باتت جزء من تاريخ رياضة عدن.

ومع أن مباراة الديربي يوم غداً ستلعب خارج الحبيشي وعلى ملعب شهداء وحدة عدن بمدرجاته المحدودة التي لن تستوعب بحسب كثير من المراقبين مشجعي الناديين فإن مسألة الحفاظ على الأمن ينبغي أن تحظى بإهتمام المعنيين برياضة عدن ودوريها الممتاز في جولاته الأخيرة خاصة وان هذه المباراة تشكل منعطفاً هاماً في مسيرة الدوري، وفي نفس الوقت فإنه من الضروري أن يتحلى لاعبي الفريقين وكدا جماهيرهم العريضة بالروح الرياضية حتى لا يفقد ديربي عدن القه وجمالياته ويبقى الأجمل في عدن على مر التاريخ دائماً وأبداً.