وصف الخبير العسكري المصري اللواء أسامة كبير، مقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بتولي مصر إدارة قطاع غزة مقابل سداد ديونها بأنه مقترح 'سياسي قبيح يزيد من تأزم المنطقة'.

وأمس، كشف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، عن خطة تتولى مصر بموجبها مسؤولية قطاع غزة لمدة 15 عاما مقابل إلغاء جميع ديونها الخارجية البالغة 155 مليار دولار، ضمن حوافز مالية وسياسية أخرى.

وأعلن لابيد خطته من مقر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، واعتبرها نابعة من أن 'العالم يحتاج إلى حل جديد لغزة فإسرائيل لا تستطيع أن توافق على بقاء حماس في السلطة، والسلطة الفلسطينية غير قادرة على إدارة غزة، والاحتلال الإسرائيلي غير مرغوب فيه هناك، واستمرار حالة الفوضى يشكل تهديدا أمنيا خطيرا لإسرائيل'.

وعلق الخبير العسكري المصري، في حديثه لـRT قائلا إن هذا المقترح الإسرائيلي الجديد ما هو إلا استمرار للمحاولات الإسرائيلية لزيادة اشتعال الأوضاع في المنطقة بأكملها و'محاولة جديدة من إسرائيل لإلهاء الجميع عن عمليات الضم الواسعة التي تنفذها في الضفة الغربية'.

وأوضح المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، أنه بعد 15 شهرا من 'عدوان غاشم وإبادة جماعية ممنهجة' ارتكبتها إسرائيل بحق قطاع غزة ومن يعيشون به 'قضت خلالها على البشر والشجر والحجر' ولم تتمكن من إجبار الشعب الفلسطيني على ترك أرضه أو تهجيره، لجأت لمخططات بديلة من بينها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهل قطاع غزة وما أعلنه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد.

وأشار إلى أنه بعدما أمسكت مصر وقطر بطرف خيط هدنة يمكن من خلالها التقاط الأنفاس وحقن دماء العزل اكتشفت إسرائيل بأنها 'خسرت هيبتها وردعها الاستراتيجي وغطرستها اللامتناهية مع كل دفعة من دفعات تسليم وتسلم الأسرى'.

وذكر العسكري المصري السابق أنه في ظل معطيات الظهور القوي لحماس التي لا زالت تحتفظ بمعنويات مرتفعة لمقاتليها ومن يحيطون بها والرسائل الحاسمة التي توجهها حماس خلال عمليات تسليم الأسرى والتفاؤل الإسرائيلي بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين والتي جاء الرد العربي عليها 'حاسما وباتا بالرفض التام' بدأت إسرائيل تبحث عن حلول تلبي التطلعات الإسرائيلية ولو على حساب دول المنطقة 'ومن بينها مقترح يائير لابيد'.

وتحدث عن أن إسرائيل 'تعيش حالة من الفوضى' حيث إن 'المعارضة لا تنفك تؤرق الحكومة والحكومة تتنصل من ضغط الشارع ونتنياهو يخاف من وزير متطرف يصغره بعشرين عاما والموقف معقد والخيوط متشابكة والولايات المتحدة قلقة من بوادر الفشل المبكر لحل الأزمة'، موضحا أنه في ظل هذه الفوضى العارمة نجد زعيم المعارضة يائير لابيد الحالم بكرسي رئاسة الوزراء يطرح 'هذا التصور غير المنطقي والمثير للشفقة'.

وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية استند في طرحه وفق ما عرضه بأن هذا الحل له سابقة تاريخية، وأن 'مصر سيطرت على غزة في الماضي وتم ذلك بدعم من جامعة الدول العربية مع الفهم بأن هذا كان وضعا مؤقتا وهذا ما ينبغي أن يحدث مرة أخرى اليوم'، بحسب قوله.

واعتبر اللواء المصري السابق أن زعيم المعارضة الإسرائيلية 'يريد لمصر أن تدير قطاع غزة فتتورط في مسؤولية تأمينه فتتحول مقاومة القطاع ضدها ويدخل الجميع في دائرة دمار لا مخرج منها، بينما تتفرغ إسرائيل للاستيلاء على الضفة الغربية شيئا فشيئا وتتمدد لتنهش فيما تبقى من جسد الدولة الفلسطينية'.

ووصف العسكري المصري السابق ما أثاره المعارض الإسرائيلي بأنه بمثابة 'كلام غير مقبول تجاه دولة لولا وجودها بالمنطقة ودورها المتأصل في حل القضية ووساطات الهدنة لكانت إسرائيل اليوم تطرق أبواب العالم وتصرخ وتنادي من يساعدها في استرداد أسراها'.

المصدر RT