وسط حالة من البهجة والسعادة، أقدم الشيخ محمد رمضان، قارىء قرآن كريم بمركز الوقف شمال غرب قنا، على تجهيز أوراق مالية بفئات متنوعة، لتوزيعها كـ' عيديات' على الأطفال، بكنيسة العذراء مريم بقرية القلمينا، خلال زيارته لتهنئة شعب وقيادات الكنيسة بعيد الميلاد المجيد، كطقس معتاد خلال المناسبات المختلفة.

 القارىْ محمد رمضان، الذى اعتاد توزيع' العيديات' على الأطفال خلال عيدى' الفطر والأضحى'، يعتبر' عيد الميلاد المجيد' ضمن الأعياد التي يحتفل بها المصريين، ويجب فيها إدخال الفرحة والسرور على الأطفال بما يتناسب مع سنهم.

المشهد كان غريباً على رواد مواقع التواصل الاجتماعى، الذين بادروا بنشر ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو، التي كانت تحمل رسالة واضحة للجميع بأن أبناء هذه مصر المحبة، لكن المشهد لم يكن غريباً على أرض الواقع وعلى محافظة قنا، التي اعتاد أبنائها مسلمين ومسيحيين، مشاركة بعضهم البعض في احتفالاتهم وأعيادهم ' عيد الميلاد كما عيدى الفطر والأضحى'.

وأوضح القارىء محمد رمضان، بأن الموقف جاء بشكل عفوى ولم يتم الإعداد أو التجهيز له، لكنه طقس طبيعى يمارس في كافة الأعياد، كنوع من إدخال السرور والفرح على الأطفال الصغار، ولم أتوقع أن تكون هناك ردود أفعال حول هذا الموقف الطبيعى والمعتاد في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بقنا.

وأضاف قارىء القرآن الكريم، تجمعنى علاقة قوية بالقمص غبريال راعي كنيسة القلمينا، تتخللها زيارات متكررة في المناسبات المختلفة، وكنت منذ أسبوع في الكنيسة لتقديم التهنئة بمناسبة العام الميلادى الجديد، وشاهدت الأطفال وقتها، فقررت أن أسعدهم بالعيديات كما أفعل مع أطفالنا في عيدى الفطر والأضحى.

وشهدت كنائس محافظة قنا، زيارات مكثفة من قبل القيادات التنفيذية والشعبية والمواطنين، لتهنئة أقباط قنا، بعيد الميلاد المجيد، في مشاهد تؤكد قوة ومتانة العلاقة التي تربط بين نسيجى الوطن، وتعطى رسالة للعالم بأن المجتمع المصرى غير قابل للاختراق.