متابعات- نبض السودان

انتهت فصول واحدة من أكثر صفقات الانتقالات المثيرة في سوق اللاعبين الشباب بإعلان انضمام الموهبة البوركينابية جاك ديارا إلى نادي الترجي الرياضي التونسي، بعد أن وقع عقدًا طويل الأمد يمتد حتى عام 2028. ورغم أن الصفقة رُسمت رسميًا مع العملاق التونسي، إلا أن كواليس المفاوضات تكشف عن اقتراب كبير من نادي المريخ السوداني، الذي كان سبّاقًا في التحرك نحو ضم اللاعب.

المريخ كان أول من فتح باب المفاوضات

بحسب مصادر موثوقة، فإن نادي المريخ السوداني لم ينتظر تحركات المنافسين، بل كان أول نادٍ يفتح قنوات الاتصال مع نادي ساليتاس البوركينابي، الذي يمتلك عقد جاك ديارا، كما دخل في مفاوضات مباشرة مع محيط اللاعب.

الصفقة كانت متقدمة جدًا، وتضمنت عرضًا رسميًا من جانب المريخ بلغت قيمته 200 ألف دولار، بالإضافة إلى شرط مالي ذكي يتضمن حصول النادي السوداني على 20% من قيمة إعادة البيع في المستقبل. مصادر مطلعة وصفت الاتفاق بأنه 'شبه منتهٍ'، لولا مفاجأة اللحظات الأخيرة التي غيّرت مسار الأمور.

التجربة الفرنسية التي أربكت الحسابات

في توقيت حاسم من التفاوض، تلقى جاك ديارا دعوة من نادٍ فرنسي، عرض عليه خوض تجربة قصيرة لمدة أسبوعين، في فرصة لا تتكرر كثيرًا للاعب شاب يبحث عن الاحتراف في القارة الأوروبية. وبالفعل، قرر ديارا تعليق كل العروض، وسافر إلى فرنسا على أمل الحصول على عقد احترافي في أوروبا، ما أدى إلى تجميد المفاوضات مع المريخ مؤقتًا.

لكن التجربة لم تكن موفقة، إذ لم يتمكن اللاعب من إقناع مسؤولي النادي الفرنسي، ليعود بعدها إلى نقطة البداية، مفتوحًا أمام كل الاحتمالات.

الترجي التونسي يدخل السباق ويخطف الصفقة

في ظل هذا الفراغ، تحرك نادي الترجي التونسي بخطة واضحة وجاذبة، وتمكن من إقناع اللاعب وممثليه بمشروع رياضي طموح يتضمن المشاركة المحتملة في كأس العالم للأندية 2025، في حال تخطي الأدوار التمهيدية.

هذا الطموح كان عاملًا حاسمًا في قرار اللاعب، الذي رأى في الترجي منصة مثالية للانطلاق نحو العالمية، خاصة مع ما يمتلكه النادي من تاريخ أفريقي كبير وتجارب متكررة في البطولات القارية.

ضربة موجعة للمريخ رغم السبق

المريخ السوداني قد يشعر الآن بخيبة أمل كبيرة، فقد كان أول نادٍ تحرك رسميًا باتجاه التعاقد مع ديارا، وكان قد رتب كل التفاصيل المالية بعناية، وأبدى ثقة مطلقة في موهبة اللاعب. لكن في عالم كرة القدم، ليس السبق دائمًا كافيًا، بل التوقيت والحسم يلعبان الدور الأكبر.

وقد أشار مقربون من النادي السوداني إلى أن ما جرى سيجعل الإدارة أكثر حذرًا في المستقبل، خاصة في التعامل مع اللاعبين الشباب القادمين من غرب أفريقيا، والذين باتوا في مرمى أندية كبيرة بخطط واستراتيجيات تسويقية متقدمة.

الدروس المستخلصة من الصفقة

قضية انتقال جاك ديارا تكشف عن الكثير من النقاط التي تحتاج الأندية السودانية لمراجعتها، وأبرزها:

جاك ديارا.. موهبة تبحث عن الضوء

يُعتبر جاك ديارا واحدًا من أبرز المواهب البوركينابية في جيله، وقد أثبت خلال ظهوره مع نادي ساليتاس قدرات مميزة في خط الوسط، تجمع بين القوة البدنية والقدرة على بناء اللعب. ويبلغ من العمر 18 عامًا فقط، ما يجعل مستقبله مفتوحًا على احتمالات كبيرة في القارة الأفريقية وربما في أوروبا لاحقًا.

ورغم أن انتقاله إلى الترجي يُعد فرصة ذهبية لتطوير مستواه الفني، إلا أن جمهور المريخ سيظل يتساءل: ماذا لو تم حسم الصفقة قبل تجربة فرنسا