شهد قطاع الطيران السعودي حالة من الحزن بعد الإعلان عن وفاة الطيار السعودي محسن الزهراني بشكل مفاجئ أثناء تأدية عمله على متن طائرة الخطوط الجوية السعودية المتجهة من جدة إلى العاصمة البريطانية لندن.

الحادث المأساوي وقع عندما تعرض الزهراني لأزمة صحية مفاجئة خلال الرحلة رقم SV119، مما اضطر الطاقم لتحويل مسار الطائرة إلى مطار القاهرة الدولي في محاولة لإنقاذ حياته، لكنها باءت بالفشل.

الجثمان في القاهرة .. وفاة طيار سعودي أثناء رحلته من جدة إلى لندن

وفقًا للبيان الصادر عن الخطوط الجوية السعودية، فإن الطيار محسن بن سعيد الزهراني تعرض لظرف صحي طارئ أثناء تحليقه بالطائرة، وعلى الفور سارع زملاؤه والطاقم الطبي المتواجد على متن الطائرة لتقديم الإسعافات الأولية ومحاولة إنقاذه، إلا أن حالته الحرجة حالت دون استجابته للإنعاش، وفارق الحياة قبل وصول الطائرة إلى مطار القاهرة الذي هبطت فيه اضطراريًا لإنزال الجثمان واستكمال الإجراءات الرسمية.

أكدت الخطوط الجوية السعودية أنها نسقت بشكل سريع مع سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة لاتخاذ كافة التدابير الرسمية المتعلقة بنقل الجثمان بعد وفاة الطيار السعودي محسن الزهراني، وإنهاء الإجراءات المطلوبة. 

وأشادت الشركة بالروح العالية والمهنية التي تحلى بها طاقم الطائرة في التعامل مع هذا الظرف الطارئ، ما مكّن الرحلة من استكمال طريقها لاحقًا إلى وجهتها الأصلية رغم الحادثة المؤلمة.

الطيار محسن بن سعيد الزهراني يعد من أبرز الطيارين السعوديين الذين تركوا بصمة واضحة في قطاع الطيران المدني والعسكري. 

ولد الزهراني عام 1975، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية من كلية الملك فيصل الجوية عام 1997 بتقدير ممتاز، كما التحق بمدرسة الطيران البحرية الأمركية في بنساكولا للتدريب المتقدم.

عمل الزهراني في القوات الجوية الملكية السعودية، وتولى مناصب قيادية عدة من أبرزها قيادة قاعدة الأمير سلطان الجوية بالخرج، وكان مثالا للمهنية والانضباط. 

عُرف الزهراني بين زملائه بأخلاقه الرفيعة وروحه العالية، وحاز على العديد من الجوائز التقديرية طوال مسيرته.

أعرب طاقم الرحلة وكافة العاملين في الخطوط الجوية السعودية عن حزنهم العميق لفقدان أحد أعمدة الطيران السعودي. 

وأكدوا أن الراحل محسن الزهراني كان قدوة في الالتزام والانضباط ومثالًا مشرفًا للطيار السعودي.

أكدت الخطوط السعودية في بيانها أنها ستدرس تعزيز خطط الطوارئ والإجراءات الطبية الاحترازية على متن رحلاتها لضمان التعامل الأمثل مع أي طارئ طبي، بما يسهم في سلامة الطاقم والمسافرين.

ورغم الظرف العصيب، أظهر طاقم الطائرة قدرًا كبيرًا من الاحترافية والهدوء، حيث تم التعامل مع الموقف بمرونة وكفاءة حتى تمكنت الرحلة لاحقًا من استكمال طريقها نحو لندن بعد الهبوط الطارئ في القاهرة.

جددت الخطوط السعودية في ختام بيانها التزامها التام بضمان سلامة طاقمها وركابها في كل رحلة، معربة عن أحر التعازي لأسرة الفقيد ومحبيه.