القاهرة، مصر (CNN)--   واصلت أسعار الذهب في مصر صعودها القياسي لتسجل مستويات غير مسبوقة، إذ قفز سعر جرام الذهب عيار 21،  الذي يعتبر الأكثر تداولا بين المصريين، إلى نحو 5410 جنيهات (7264.39 دولار)، مدعوما بالارتفاع التاريخي لسعر الأوقية عالميا التي تجاوزت 4 آلاف دولار.

ويأتي هذا الارتفاع في وقت يزداد فيه إقبال المصريين على الذهب كملاذ آمن وأداة ادخار مفضلة، في ظل تراجع أسعار الفائدة محليا وعالميا وتنامي المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.

ويرى خبراء المعادن الثمينة أن حالة الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية كانت الدافع الأكبر وراء موجة الصعود غير المسبوقة، إلى جانب توجه البنوك المركزية حول العالم لزيادة احتياطاتها من المعدن الأصفر.

وينصح الخبراء بالاستثمار في الذهب حاليا وعدم التسرع في البيع، مؤكدين أن احتمالات الهبوط ضعيفة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، مع ضرورة الشراء من محال موثوقة والحصول على فواتير مختومة تضمن حقوق الملكية.

ورغم القفزات السعرية غير المسبوقة يواصل المصريون تفضيل الذهب كأداة ادخار واستثمار آمن في ظل تراجع أسعار الفائدة وزيادة الضبابية الاقتصادية، وبحسب أحدث البيانات، بلغت مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية خلال الربع الثاني من عام 2025 نحو 5.9 طن، منخفضة بنسبة 23% مقارنة بالفترة نفسها من 2024 التي سجلت فيها المشتريات 7.6 طنا، إلا أنها جاءت أعلى من مستويات الربع الأول من العام الجاري البالغة 4.7 طن، ما يعكس استمرار الطلب القوي على الذهب رغم موجة الصعود القياسية للأسعار.

وقال خبير صناعة المصوغات والمجوهرات، الدكتور ناجي فرج، إن أسعار الذهب بالسوق المصرية، سجلت مستويات قياسية غير مسبوقة، مرجعا أسباب هذه القفزة إلى الارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالميا، بعدما تجاوز سعر الأوقية حاجز 4 آلاف دولار، ما دفع الأسعار المحلية لتحقيق زيادة تقارب 50% منذ بداية العام الجاري.

ورجح فرج، في تصريحات خاصة لـ'CNN بالعربية'، استمرار الاتجاه الصاعد للذهب عالميا خلال الفترة المقبلة، في ظل حالة الضبابية الاقتصادية العالمية، وعلى رأسها أزمة إغلاق الحكومة الأمريكية وتأثيرها على سوق العمل، إلى جانب توجه البنوك المركزية حول العالم لتعزيز احتياطاتها من المعدن النفيس.

 المبيعات المحلية لم تتأثر سلبا رغم الارتفاعات

وأكد ناجي فرج أن المبيعات المحلية لم تتأثر سلبا رغم الارتفاعات المتتالية، مشيرا إلى أن الإقبال على المشغولات الذهبية والسبائك والجنيهات لا يزال جيدا، ونصح المواطنين باستغلال موجة الصعود الحالية والاستثمار في الذهب، مؤكدا أنه أثبت تفوقه كأفضل وعاء ادخاري منذ بداية العام بزيادة بلغت نحو 50%، متفوقًا على جميع أدوات الادخار الأخرى.

وقال سكرتير عام شعبة المعادن الثمينة والمصوغات والمجوهرات بالغرفة التجارية سابقا، نادي نجيب، في تصريحات خاصة لـ'CNN بالعربية'، إن المستثمرين حول العالم يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن مع تراجع أسعار الفائدة محليا ودوليا، ما انعكس محليا على أسعار الذهب ودفع جرام عيار 21 لتجاوز 5400 جنيه لأول مرة في تاريخه.

وأوضح أن استمرار الارتفاع مرهون بتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية؛ إذ قد يؤدي استقرار المشهد الدولي إلى تقليل الطلب على المعدن الأصفر، بينما تبقى التوترات والتقلبات محفزًا لمزيد من الصعود.

نصائح  إلى المستهلكين والمستثمرين

ونصح نجيب المستهلكين والمستثمرين بالشراء في الوقت الحالي والاستفادة من الاتجاه الصاعد للأسعار، مع التأكد من التعامل مع محال موثوقة والحصول على فاتورة مختومة تتضمن الكمية والقيمة لضمان الحقوق القانونية للمشترين وحماية ملكيتهم للذهب.

أما بالنسبة للمستثمرين، فأكد أن الذهب لا يزال أفضل وعاء ادخاري حاليا، مشددا على أن البيع لا ينصح به إلا في حال الحاجة الملحة للسيولة، نظرا لضعف احتمالية هبوط الأسعار في ظل استمرار عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي عالميا.