لم يكن صباح الخميس عاديًا في أسواق المعادن، فقد هبط الذهب بشكل لافت ليكسر حاجز 3230 دولارًا للأونصة، مسجلاً أدنى مستوياته خلال أسبوعين، ومستمراً في موجة من الخسائر لليوم الثالث على التوالي. ما كان يُعتبر حتى وقت قريب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات التوتر، بدأ يفقد بريقه، وسط مؤشرات متزايدة على انفراج تجاري عالمي وتحسن نسبي في ثقة الأسواق.

هدنة تجارية تُفقد الذهب جاذبيته

أحد أبرز العوامل التي أثرت على سعر الذهب مؤخرًا هو انخفاض حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها العالميين. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجود 'اتفاقيات تجارية محتملة' مع دول رئيسية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، في خطوة تسعى إلى تخفيف أثر سياسة التعريفات الجمركية التي أثارت قلق الأسواق العالمية سابقًا.

قرارات ترامب تُربك الأسواق وتدعم الدولار

أضفى توقيع ترامب لأمر تنفيذي جديد لتقليص بعض الرسوم الجمركية على السيارات وقطع الغيار مزيدًا من التفاؤل في الأوساط التجارية، مما قلل من المخاوف السابقة ودفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب كخيار دفاعي. وبحسب منصة 'تريدينج إيكونوميكس'، فإن الأسواق تنظر إلى هذه القرارات كتحول محتمل في السياسات الاقتصادية الأمريكية، ما يزيد من شهية المخاطرة ويؤثر سلبًا على الأصول الآمنة.

الدولار يرتفع.. والذهب يتلقى الضربة

مع صعود الدولار الأمريكي بشكل متواصل، وجد الذهب نفسه في موقع ضعيف، حيث يفقد جاذبيته تلقائيًا للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، إذ تصبح تكلفة اقتنائه أعلى. وهذا التغير في المعادلة يُعد من الأسباب الرئيسية التي تفسر تراجع الأسعار رغم وجود عوامل سياسية وجيوسياسية لم تتغير كثيرًا.

عيون المستثمرين على تقرير الوظائف الأمريكي

كل الأنظار تتجه حاليًا إلى تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر صدوره يوم الجمعة، والذي سيكون له تأثير مباشر على توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وسياسات دعم الدولار. فنتائج هذا التقرير قد تُعيد التوازن للأسواق أو تعمّق خسائر الذهب، مما يجعل الساعات المقبلة حاسمة في تحديد المسار المستقبلي لسعر المعدن الأصفر.