في ظل تصعيد إقليمي غير مسبوق أثار الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة موجة من الإدانات والتحذيرات من تداعيات كارثية تهدد استقرار الشرق الأوسط.

وأكد أستاذ القانون الدولي العام والخبير المصري الدكتور محمد محمود مهران أن العملية الإسرائيلية، التي أطلق عليها 'الأسد الصاعد' ليست مجرد انتهاك لسيادة إيران بل تهديد مباشر للنظام القانوني الدولي وانتهاكا صارخا للقانون الدولي ومبادئ السيادة الوطنية، محذرا من التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد على استقرار المنطقة بأكملها.

وقال أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي في حديثه لـ RT إن العملية الإسرائيلية التي أطلق عليها اسم الأسد الصاعد تنتهك بشكل واضح المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، مشيرا إلى أن استهداف مقار القيادة الإيرانية وقتل كبار المسؤولين يعد عملا عدوانيا محظورا دوليا.

وأوضح أستاذ القانون الدولي أن الهجوم لا يقتصر على انتهاك السيادة الإيرانية فحسب، بل يشمل أيضا انتهاك أجواء عدة دول أخرى تم استخدامها كممرات للوصول إلى الأهداف، مما يعني توسيع دائرة الانتهاكات القانونية لتشمل دولاً لم تكن طرفا في النزاع، وهو ما يزيد من خطورة الوضع القانوني والسياسي في المنطقة.

وأشار إلى أن استخدام المجال الجوي لدول أخرى دون إذن صريح منها ينتهك مبدأ السيادة الإقليمية المكرس في القانون الدولي، مؤكدا أن هذه الانتهاكات تخلق سوابق خطيرة قد تؤدي إلى انهيار النظام القانوني الدولي إذا لم يتم التصدي لها بحزم من قبل المجتمع الدولي.

وفي سياق متصل أشاد الدكتور مهران بالموقف المصري الحكيم والاستباقي في التعامل مع تداعيات هذا التصعيد، مشيرا إلى أن البيان العاجل الصادر عن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يعكس وعيا عميقا بخطورة الوضع وضرورة اتخاذ تدابير احترازية لحماية الأمن القومي المصري والمصالح الاقتصادية للشعب المصري.

وأوضح أن قرار التنسيق بين محافظ البنك المركزي ووزير المالية لزيادة المخزون الاستراتيجي من السلع المختلفة يأتي في إطار السياسة المصرية الحصيفة التي تضع الأمن الغذائي والاقتصادي للمواطنين في المقدمة، خاصة في ظل التقلبات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة التي قد تؤثر على سلاسل التوريد العالمية.

وأكد أن الاجتماع المقرر مع وزيري الكهرباء والبترول لاستعراض سيناريوهات تداعيات الأحداث العسكرية يدل على النهج الاستراتيجي الشامل الذي تتبعه مصر في إدارة الأزمات، حيث تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب الحيوية التي قد تتأثر بالتطورات الإقليمية، من الطاقة إلى الإمدادات الأساسية.

وحذر الدكتور مهران من أن التصعيد الحالي قد يدفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة تكون تداعياتها كارثية على جميع الأطراف، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات والحلول الدبلوماسية.

وأكد أن الرد الإيراني المتوقع كما أعلن الحرس الثوري، قد يؤدي إلى دورة جديدة من العنف والانتقام تهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مشيرا إلى أن الحكمة تقتضي من جميع الأطراف ضبط النفس والسعي لحلول سلمية تحافظ على السلم والأمن الدوليين.

وشدد على أن القانون الدولي يوفر آليات متعددة لحل النزاعات دون اللجوء إلى القوة، بما في ذلك التحكيم الدولي والوساطة والمفاوضات المباشرة، مؤكدا أن احترام هذه الآليات هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة إقليمية قد تطال الجميع دون استثناء.

وختم الدكتور مهران تصريحاته بالدعوة إلى ضرورة تفعيل دور مجلس الأمن الدولي في وقف هذا التصعيد ومحاسبة المعتدين، مؤكدا أن السكوت عن الانتهاكات الحالية يشجع على المزيد من العدوان ويهدد النظام القانوني الدولي برمته.

المصدر: RT