أثار إلغاء فعالية أكاديمية في كلية الآداب بجامعة صنعاء جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية، بعد قرار صدر عن لجنة تُشرف على تقنين الأنشطة والفعاليات داخل الجامعة، يقودها مشرف يحمل شهادة الثانوية العامة، عُيّن مستشارًا للشؤون الثقافية لرئيس الجامعة.

وبحسب مصادر جامعية، فإن عبدالسلام المتميز، المعيّن منذ العام 2022، بات يتمتع بنفوذ واسع داخل جامعة صنعاء، تجاوز المهام الثقافية إلى التدخل في شؤون أكاديمية وإدارية، بما في ذلك تنظيم الفعاليات، والتأثير في قرارات تتعلق بالتعيينات والترقيات، ما اعتبره أكاديميون خروجًا عن الأعراف الجامعية.

ومؤخرًا، ألغت اللجنة التي يرأسها المتميز فعالية علمية كان من المقرر أن ينظمها قسم الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل المفكر اليمني الدكتور أبوبكر السقاف. وبررت اللجنة القرار بأن جميع أنشطة الجامعة يجب أن تقتصر حاليًا على دعم القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور سامي عطا، أستاذ الفلسفة بجامعة عدن والمقيم في صنعاء، إنه تلقى دعوة لإلقاء محاضرة علمية عن “التفكير النقدي عند الدكتور أبوبكر السقاف”، مشيرًا إلى أنه أعد مادة أكاديمية تتناول أبعادًا وطنية وقومية وإسلامية في فكر الراحل، قبل أن يُفاجأ بإلغاء الفعالية.

وأضاف عطا أن الرفض جاء من جهة وصفها بـ“لجنة التفتيش على النوايا”، معتبرًا أن حصر النشاط الأكاديمي في موضوع واحد، مهما كانت أهميته، يُفرغ الجامعة من دورها المعرفي، ويقوض حرية البحث والتفكير.

ويحذر أكاديميون من أن هذه الممارسات تمثل سابقة خطيرة في تاريخ التعليم العالي في اليمن، وتكرّس هيمنة غير المختصين على الفضاء الجامعي، بما يهدد استقلالية الجامعة ورسالتها العلمية.