ثمّنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري، الثلاثاء الماضي، برئاسة الأستاذ أحمد حامد لملس الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، محافظ العاصمة عدن، وخلال استماع الهيئة في مستهل اجتماعها إلى إحاطة مُوجزة عن نتائج الزيارة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، والاتفاقيات التي وقعتها قيادة السلطة المحلية بالعاصمة عدن لتعزيز القدرة التوليدية لقطاع الكهرباء بـ120 ميجا وات، من خلال إقامة محطة تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى اتفاقية تعزيز المنظومة الأمنية بأنظمة مراقبة حديثة، بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما استمعت الهيئة كذلك، إلى الإفادة المُقدمة من اللواء سالم عبدالله السقطري، نائب الأمين العام، وزير الزراعة والري والثروة السمكية، حول الأعمال الجارية في المرحلة الأولى لإنشاء سد حسّان بمحافظة أبين، والاتفاقية التي وقعت لتأهيل وصيانة 21 منشأة مائية بمحافظة شبوة بتمويل من دولة الإمارات العربية الشقيقة، بالإضافة إلى ما وصلت إليه الوزارة من تفاهمات مع الأشقاء في دولة الإمارات، لدعم زراعة البُن في يافع والضالع، باعتبارهما أخصب منطقتين زراعيتين لزراعة هذه السلعة التجارية الرائجة عالميًا.

وقالت الهيئة: 'إن الدعم المتواصل من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة - قيادة، وشعبا - للعاصمة عدن ومحافظات الجنوب، خدميا، وتنمويا، وإغاثيا، يؤكد أن ذلك ليس بغريب أو جديد على قيادة وشعب الإمارات، وانعكاس حقيقي للقيم الإنسانية العظيمة التي أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه'.

دعم القضية العادلة

قدمت الإمارات الدعم للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عبر وسائل مختلفة، كان ذلك الدعم دعمًا لقضية عادلة خلفها شعب جبار يريد الاستقلال وقد أتت ثمارها فأصبح المجلس على هرم السلطة وبات حل قضية الجنوب ركيزة أساسية لإنهاء الحرب في اليمن.

أعظم الملاحم والبطولات للقوات المسلحة الاماراتية برفقة سُطّرت في العاصمة عدن عام 2015 لتحريرها من العصابات الإرهابية، ومن ثم انطلقت منها العمليات العسكرية للتحالف العربي التي أثمرت عن تحرير الكثير من المناطق وتحجيم مناطق سيطرة الحوثي.

ليس هذا فقط بل شمل الدعم الإماراتي المساندة الدبلوماسية ، والمساعدات المالية ، والمساعدة العسكرية في إطار التحالف العربي وتحت إشراف الأشقاء السعوديين ، وأشكال أخرى من الدعم.

الإمارات العربية المتحدة هي أيضًا جزء من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات والذي نفذت غارات جوية عديدة في جنوب اليمن لردع التنظيمات الإرهابية التي واجهت المجلس الانتقالي الجنوبي.

دعم إنساني

كان التركيز الأساسي للدعم الإغاثي لدولة الإمارات العربية المتحدة هو 'الجانب الإنساني' وعلى منع انتشار الأمراض، مثل الكوليرا، من خلال توفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي ؛ لتوصيل الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة للمستشفيات والمراكز الصحية.

وكذلك الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ؛ وتنفيذ برامج لدعم التعليم والتنمية الاقتصادية للمجتمعات الضعيفة. بالإضافة إلى ذلك، تولي دولة الإمارات اهتمامًا خاصًا بصحة وسلامة السكان النازحين، حيث توفر المأوى والمواد الأساسية الأخرى للمحتاجين.

القصة المجهولة

'25 يومًا إلى عدن' أو قل عنها: القصة المجهولة للقوات الإماراتية في حربها مع الحوثي، أو إن أحببت فقل: العلاقات الأخوية بين جنوب اليمن والإمارات، كُل ما قرأته قبل قليل جمعه الكاتب الأمريكي والخبير السياسي مايكل نايتس في كتاب صُدر له مؤخرًا، حيث أكد على أنه بالرغم من وجود نزاع عسكري فإن هناك مساعدة للمدنيين حيث لم يكن التركيز فقط على هزيمة الحوثيين.

وقال في مقابلة متلفزة علق فيها عن كتابه: 'أود أن أخبركم بشأن بعض الأشخاص المهمين الذين قابلتهم خلال تلك الرحلة من خمسة وعشرين يومًا. كان هناك أطباء إماراتيون وكان هناك الطبيبة العسكرية عائشة وكانت المرأة الوحيدة التي كانت موجودة في معركة عدن كسيدة، وهي كانت قد تطوعت من أجل الذهاب إلى المعركة بشكل متخفي متنكرة بزي محلي وتحركت في مدرعات لتعرف ما الذي كان يوجد و ما الذي في حاجة إليه أبناء المنطقة، وهي سافرت أيضا في العديد من المناطق الخطيرة في عدن والقريبة من المعارك ووضعت خطة من أجل إعادة النشاط الى المستشفيات وجعلها تعمل في عدن وهي من بين أبطال معركة عدن و لا يعرفها الكثيرون'.

وأشاد الناشطون بكتاب ‎(25 يوما إلى عدن) الذي لخص الكثير حول القصة المجهولة لقوات النخبة العربية في الحرب، التي روى فيها الكاتب والباحث الأميركي، مايكل نايتس، قصة إنقاذ سكان عدن من براثن الحوثيين وداعميهم بعد أن جثم الخوف واليأس على المدينة التي بدأت تتهيأ للاستسلام.

وقالوا : 'في ‎معركة عدن، السعودية والإمارات العربية المتحدة نشرتا قواتهما لدعم المقاومة اليمنية بدون دعم من الولايات المتحدة. الدول الخليجية أقامت هذا التحالف لضمان ألا تسيطر ‎إيران ولا جماعة ‎الحوثي على ‎اليمن وفي إحدى الحالات، خاصة للأيام الأولى للمعارك والحوثيون بدأوا يحققون تقدماً عبر استخدام الدبابات وعندما وصل الجنود الأوائل من ‎الإمارات إلى عدن، قال المواطنون كيف يمكن وقف هذه الدبابات الحوثية ويجب المغادرة، ولكن الإماراتيين صمدوا وقالوا لا تقلقوا وسنتعامل مع الأمر وكان هناك توليفة من القوات الخاصة الإماراتية ميدانياً مع طائرات إماراتية سعودية، وبهذا التضافر، كانوا قد دمروا أكثر من 20 دبابة في بضع ساعات، وبعد ذلك بدأ الأمل يعم أرجاء وأهالي ‎عدن'.

ويقول الاعلامي جمال الحربي: 'الدرس هنا هو خلاصة روح الإمارات وقيادتها وجنودها البواسل، حين يسمعون صرخة جيرانهم الذين تخلى الآخرون عنهم، فكانت الفزعة والحماية والأمان'.

أخيرًا، فإن 'الجنوب والإمارات' قصة جميلة حكاها لنا الأجداد وحضرنا أحداثها وسنحكيها للأحفاد، قصة تجمعها علاقات فريدة من نوعها، وتحديات مشتركة، قادت إلى تكاتف استراتيجي، ولن ينسى الجنوبيون حجم الدعم الذي حصلوا عليه من قِبل دولة الإمارات على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، ويُخلِّد التاريخ الجهود الضخمة والتضحيات العظيمة التي بذلتها القوات الإماراتية في تحرير عدن من براثن الإرهاب والاحتلال الحوثي.