كشف الدكتور ياسر ثابت، المحلل السياسي، عن أبعاد جديدة تتعلق بقضايا الفساد التي تلاحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن الأخير يعيش مرحلة سياسية حرجة جعلته يتجه لطلب العفو بعد أكثر من خمس سنوات من التقاضي والمثول أمام القضاء.

نتنياهو أمام القضاء

أوضح الدكتور ياسر ثابت، خلال لقائه بالإعلامية مارينا المصري في برنامج 'مطروح للنقاش' على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن نتنياهو يسعى للحصول على نوع من العفو أو التسوية القضائية بعد أن أصبحت القضايا المقامة ضده تشكل تهديدًا حقيقيًا لمسيرته السياسية، خاصة أنها وصلت إلى مرحلة تُطبق فيها “خناقها عليه”، مشيرًا إلى أن الملفات الثلاثة الأساسية، المعروفة بالملفات 1000 و2000 و4000، تتضمن اتهامات تتعلق بالاحتيال والرشوة وتلقي هدايا دون تصريح، وهو ما يندرج تحت بند خيانة الأمانة وفق القانون الإسرائيلي.

وأكد ياسر ثابت، أن طول أمد المحاكمة على مدى 5 سنوات ونصف جعل نتنياهو يشعر بأن مستقبله السياسي بات معلقًا على ما ستؤول إليه المحكمة، خصوصًا في ظل تصاعد الأصوات داخل إسرائيل المطالبة بمحاكمته ومنعه من الترشح مستقبلًا.

منعطف خطير للقضايا

وأشار المحلل السياسي، إلى أن القضايا المطروحة ضد نتنياهو دخلت الآن في منعطف خطير، بعدما أصبحت تمثل تهديدًا مباشرًا لبقائه في السلطة، بل وتمثّل على حد وصفه خطرًا على مجمل خططه السياسية، خاصة في ظل الاستعدادات للانتخابات المقبلة، بينما الإعلام الإسرائيلي يستخدم تعبير “مسرح الجريمة” في وصف موقع السلطة الذي يتمسك به نتنياهو، في إشارة إلى أن بقائه في الحكم يتزامن مع استمرار التحقيقات، وهو ما يثير غضب المعارضة ويزيد من الضغوط الشعبية والقانونية عليه.

وأضاف ياسر ثابت، أن نتنياهو يسعى اليوم إلى فرض شروطه مبكرًا قبل أن تصل المحاكم إلى أحكام قد تلزمه بالاستبعاد التام من العمل السياسي، وأن هذا التحرك يعكس مخاوف حقيقية لدى نتنياهو من أن تُنهي هذه القضايا مستقبله السياسي، وتغلق الباب أمام أي إمكانية للاستمرار في الحياة العامة داخل إسرائيل، مؤكدًا أن استمرار التحقيقات والجلسات القضائية يقضي تدريجيًا على فرص نتنياهو في البقاء داخل “المسرح السياسي”، حيث تتزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تطالب بإلزامه بالتنحي حتى انتهاء المحاكمات، خاصة أن الاتهامات الموجهة إليه ليست بسيطة، بل ترتبط بقضايا فساد واسعة التأثير.

مستقبل غامض لحكومة الاحتلال

واختتم الدكتور ياسر ثابت، حديثه بالإشارة إلى أن هذا الوضع غير المسبوق يضع إسرائيل أمام مشهد سياسي معقد، في ظل رئيس حكومة يواجه قضايا قد تُصدر فيها أحكام تقلب موازين الساحة السياسية بأكملها، مؤكدًا أن مستقبل نتنياهو بات غامضًا أكثر من أي وقت مضى، وأن محاولاته للحصول على العفو تعكس حالة من الارتباك والخوف من نهاية سياسية محتملة.