يُعتبر عيد الأضحى المبارك مناسبة للفرحة والبهجة، وتناول لحوم الأضاحي جزءاً لا يتجزأ من هذه الاحتفالات في مصر وكل أنحاء العالم الإسلامي، فبعد شهور من ترقب اللحوم، يجد الكثيرون في هذه الأيام فرصة لا تعوض للاستمتاع بها.

ومع ذلك، ليس الجميع يمكنهم الانغماس في تناول اللحوم دون قيود، فبينما يمثل اللحم البروتين الأساسي، هناك فئات معينة يجب عليها الحذر الشديد أو الامتناع تماماً عن تناول لحوم الأضحية للحفاظ على صحتهم.

الحالات الصحية التي تتأثر سلباً بالإفراط في تناول اللحوم

و يتحدث الدكتور أحمد دياب، استشاري التغذية العلاجية، عن ضرورة الوعي ببعض الحالات الصحية التي تتأثر سلباً بالإفراط في تناول اللحوم الحمراء، خاصةً وأن لحوم الأضاحي غالباً ما تكون غنية بالدهون والكوليسترول.

وأوضح أن مرضى القلب والشرايين على رأس القائمة الذين يجب عليهم توخي الحذر الشديد، فاللحوم الحمراء، خاصة الدهنية منها، تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون المشبعة التي تزيد من خطر تصلب الشرايين وتفاقم أمراض القلب، مشددًا على التقليل قدر الإمكان، واختيار القطع الخالية من الدهون، والتركيز على السلق أو الشواء بدلاً من التحمير، كما ينصح بالتشاور مع الطبيب المعالج لتحديد الكمية المسموح بها.

مرضى ارتفاع ضغط الدم

كما حذر دياب مرضى ارتفاع ضغط الدم من الإفراط في تناول اللحوم خاصة إذا كانت مُتبلة بكميات كبيرة من الملح أو تحتوي على نسبة عالية من الدهون، يمكن أن تزيد من ضغط الدم.

كما أن الإفراط في تناولها قد يؤثر سلباً على صحة الأوعية الدموية، لذا يجب تجنب الملح الزائد في الطهي، واختيار القطع الخالية من الدهون. يفضل أن تكون اللحوم مسلوقة أو مشوية بكميات معتدلة جداً.

مرضى الكلى

وتابع: أما بالنسبة لمرضى الكلى والذين يواجهون صعوبة في تصفية البروتينات الزائدة من الجسم. تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني يمكن أن يجهد الكلى ويزيد من تراكم الفضلات في الدم. لذا يجب على هؤلاء المرضى الالتزام بالكميات المحددة لهم من البروتين من قبل طبيبهم أو أخصائي التغذية، وقد ينصحون بالامتناع تماماً عن اللحوم الحمراء أو تناول كميات رمزية جداً بعد استشارة طبية.

ويوصي دياب مرضى النقرس بتجنب تناول اللحوم الحمراء، وخاصة الأحشاء، قدر الإمكان. إذا تناولوا، فليكن بكميات قليلة جداً ويفضل تناولها مسلوقة لتقليل محتواها من البيورينات، محذرًا مرضى السكر من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، خاصة الدهنية، يمكن أن يؤثر على حساسية الجسم للأنسولين ويزيد من مخاطر مشاكل القلب والأوعية الدموية المصاحبة لمرض السكر. لذا لابد الاعتدال هو المفتاح. يجب عليهم اختيار القطع قليلة الدهن والتركيز على طرق الطهي الصحية.

مرضى الجهاز الهضمي وعسر الهضم

وحذر استشاري التغذية العلاجية، الأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم أو مشاكل الجهاز الهضمي، لأن اللحوم الحمراء قد تكون صعبة الهضم لبعض الأشخاص، خاصة كبار السن أو من يعانون من متلازمة القولون العصبي أو التهابات الجهاز الهضمي. الإفراط في تناولها قد يسبب انتفاخاً، غازات، أو إسهالاً، لذلك انصحهم بتناول كميات صغيرة جداً، والتأكد من طهيها جيداً. يمكن أيضاً إضافة الخضروات والألياف للمساعدة في عملية الهضم.

فئات ليسوا ممنوعين من تناول اللحوم

ويشير دياب إلى أن الأطفال وكبار السن على الرغم من أنهم ليسوا 'ممنوعين'، إلا أن الكميات وطرق الطهي يجب أن تراعى. الجهاز الهضمي للأطفال قد لا يتحمل كميات كبيرة من اللحوم، وكبار السن قد يواجهون صعوبة في المضغ أو الهضم، ولكن لابد من تقديم كميات معتدلة وسهلة المضغ، والتركيز على اللحوم المطهوة جيداً والطرية.

نصائح عامة للجميع في عيد الأضحى

ويوصي الدكتور أحمد دياب، استشاري التغذية العلاجية بالاعتدال وعدم الإفراط في تناول اللحوم يمكن أن يسبب مشاكل صحية. كما ينصح باختيار القطع الخالية من الدهون قدر الإمكان، موضحًا أن أفضل طرق الطهي الصحية الشواء، السلق، أو الطهي في الفرن هي الأفضل، مع الإكثار من الخضروات والفواكه لتوازن الوجبات وتوفير الألياف اللازمة للهضم، والحرص على شرب الماء بكثرة للمساعدة في الهضم وتجنب الجفاف.