أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء الجزائر حكما قضى بسجن المتهم في قضية إشعال حرائق متعمدة لمدة ثلاث سنوات مع غرامة مالية قدرها 300 ألف دينار جزائري ( 2270 دولارا).

وأشارت صحيفة 'النهار' إلى أن النائب العام قد طالب خلال الجلسة بإصدار حكم بالسجن المؤبد بحق المتهم 'ج.عبد الرحيم' (35 عاما)، الذي يواجه اتهامات بالاعتداء على البيئة من خلال إشعال النيران عمدا في الغابات، بالإضافة إلى تهمة انتحال هوية الغير في ظروف قد تؤدي إلى تسجيل حكم في صحيفة السوابق القضائية لشخص آخر.

وترجع تفاصيل القضية إلى يوم 11 يوليو 2024، عندما اندلع حريق كبير في غابة باينام بالعاصمة الجزائرية حوالي الساعة العاشرة ليلا، ليتلقى رجال الدرك الوطني بالحمامات بلاغا (غربي العاصمة) عن الحريق، الذي امتد إلى سبع نقاط مختلفة في الغابة بمساحة إجمالية تقدر بـ200 متر مربع. تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على النيران وإخمادها تماما بحلول الساعة 23:30 من نفس الليلة.

ولم تمض ثلاثة أيام على الحادث الأول حتى اندلع حريق جديد في نفس المنطقة يوم 14 يوليو حوالي الرابعة مساء. أثناء التدخل، شوهد شخص وهو يشعل النيران في كومة من الأعشاب والأغصان المجمعة مسبقاً. تم توقيفه على الفور، حيث ضبط بحوزته ولاعتين، بينما لم يعثر على أي وثائق هوية تثبت شخصيته.

أثناء التحقيقات، جمعت فرق الدرك بقايا الحريق وقارورة بلاستيكية فارغة من موقع الحريق، بالإضافة إلى قفازات مطاطية كان يرتديها المشتبه به. أرسلت جميع الأدلة إلى المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام ببوشاوي لتحليلها والكشف عن أي مواد قد تكون ساهمت في تسريع اشتعال النيران.

وكشفت التحقيقات اللاحقة أن المتهم الموقوف هو مواطن تونسي يبلغ من العمر 35 عاما، كان يعمل سابقا كنادل في أحد المطاعم وهو حاليا عاطل عن العمل. في البداية، حاول المتهم إخفاء هويته الحقيقية، لكن التحريات كشفت أنه مقيم ببلدية الحمامات وله سوابق قضائية.

وأعترف المتهم خلال الاستجواب بأنه هو من أشعل الحرائق المتعمدة في الغابة، حيث كان يجمع بقايا الأشجار والأعشاب في سبع نقاط مختلفة قبل إشعال النيران فيها باستخدام الولاعتين المضبوطتين بحوزته. وبرر أفعاله بأنه كان ينوي جمع الفحم الناتج عن الحريق لبيعه بمناسبة عيد الأضحى، مؤكداً أنه تصرف من تلقاء نفسه دون أي تحريض من آخرين.

وأشار المصدر إلى أن هذا الحكم يأتي في إطار الجهود التي تبذلها السلطات الجزائرية لمكافحة الجرائم البيئية، خاصة في ظل تزايد حالات حرائق الغابات التي تهدد البيئة والتنوع الحيوي في البلاد.

المصدر: النهار الجزائرية