في حادثة مأساوية أثارت صدمة واسعة وهزت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أدان السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هوكابي، بشدة مقتل الشاب الفلسطيني الأمريكي سيف الله 'سيف' مسلط، البالغ من العمر عشرين عامًا، على يد مستوطنين إسرائيليين في بلدة سنجل، شمال رام الله بالضفة الغربية.

ووصف السفير الحادث بأنه 'عمل إجرامي وإرهابي'، مؤكدًا ضرورة إجراء تحقيق شامل ودقيق لضمان محاسبة الجناة بشكل كامل.

وقد وقع الحادث يوم الجمعة، حيث تعرض الشاب مسلط للضرب المبرح حتى الموت، فيما قُتل رجل آخر بالرصاص خلال نفس الحادثة، وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفادت عائلة مسلط أنه كان يحاول حماية أرض عائلته من هجوم المستوطنين الذين حاصروه لأكثر من ثلاث ساعات، ومنعوا سيارة إسعاف من الوصول إليه، مما أدى إلى وفاته قبل أن يتمكن من الحصول على العلاج الطبي.

وكان مسلط قد وصل إلى الضفة الغربية في الرابع من يونيو لقضاء فصل الصيف مع أفراد عائلته في منطقة تُعرف باستقبالها لأفراد الجالية الفلسطينية من أمريكا الشمالية، في محاولة لتعزيز ارتباطه بجذوره الثقافية والعائلية.

ويُعد هذا الحادث جزءًا من سلسلة أحداث عنف متصاعدة في المنطقة، مما يسلط الضوء على التوترات المستمرة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية

سيف مسلط، الذي ولد ونشأ في مدينة تامبا بولاية فلوريدا، كان مواطنًا أمريكيًا يمتلك شركة صغيرة ويتمتع بسمعة طيبة بين أقرانه. وصفته عائلته بأنه 'شاب طيب القلب، مجتهد، ومحترم'، يحمل ارتباطًا عميقًا بتراثه الفلسطيني، حيث كان يحرص على زيارة الضفة الغربية لقضاء الوقت مع أقربائه.

وقالت العائلة في بيان مؤثر: 'هذه مأساة وجريمة لا يمكن تصورها، ولا ينبغي لأي عائلة أن تتحمل مثل هذا الألم. نطالب بالعدالة الكاملة لابننا سيف'. ويُعتبر مقتل مسلط الحادث الخامس من نوعه الذي يطال مواطنًا أمريكيًا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس.

وقد أثار هذا الحادث موجة غضب متزايدة في الولايات المتحدة، حيث دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إلى اتخاذ إجراءات فورية، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس ترامب 'لا يمكنها الاستمرار في تجاهل الأحداث المروعة في الضفة الغربية إذا كانت جادة في التزامها بإيجاد حل عادل ودائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين'. وأضاف جيفريز أن مثل هذه الأعمال تعيق جهود السلام وتتطلب استجابة حاسمة.

وتزامن تصاعد أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون متطرفون في الضفة الغربية مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة. وفي البداية، كان رد فعل الحكومة الأمريكية هادئًا نسبيًا تجاه الحادث، لكن الضغط الشعبي والإعلامي دفع إلى تصعيد التصريحات الرسمية من قبل مسؤولين بارزين. ويُشار إلى أن السفير مايك هوكابي، الذي شغل سابقًا منصب حاكم ولاية أركنساس، يُعرف بدعمه القوي للمستوطنات الإسرائيلية، حيث سبق له أن رفض فكرة أن إسرائيل تحتل الضفة الغربية، مفضلًا استخدام الاسم التوراتي 'يهودا والسامرة' للإشارة إلى المنطقة.

هذا الموقف أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، خاصة أنه يتناقض مع دعوته الحالية للمساءلة في قضية مقتل مسلط. ويُظهر هذا الحادث بوضوح التحديات المعقدة التي تواجهها المنطقة، حيث تتزايد الدعوات الدولية لمعالجة العنف المتصاعد وضمان تحقيق العدالة للضحايا.